والذي نعلمه هو عدم وجود قرارات تحدد للأستاذ المشرف عدد الرسائل بل ترك تقدير الأمر لمجالس إدارات الجامعة المعنية ، ومع ذلك صدر عن وزارة التعليم العالي ما يطالب هذه المجالس بتقييد العدد ، الأمر الذي أثار حفيظة عدد كبير من المتضررين ونقولها صراحة إن هناك من يرتزق على حساب الشهادات الجامعية وهناك من يشرف بالاسم فقط ولا يتابع الطالب لمعرفة مستواه الحقيقي ، وهناك طلاب لا يعرفون بالتحديد أساليب الدفاع عن الأطروحة والسبب لأنهم لم يتعبوا بإنجازها .
الأكثر من ذلك وجود بعض المشرفين يعملون كإداريين لدى بعض الجامعات ولديهم مسؤوليات ويقومون بالعمل لدى جهات خاصة وبذات الوقت لديهم سجل مذهل بالإشراف على أكثر من ثلاثين طالبا من درجات الدراسات العليا ، والسؤال كيف يتمكن هؤلاء من إنجاز هذا العمل الكبير في نفس الوقت الذي يتصدون فيه لكل تلك المسؤوليات ولديهم القدرة للحفاظ أيضا على السوية العلمية .
الغريب هنا وجود من يتحدث عن محاكاة الجامعات العالمية في موضوع الإشراف على الرسائل العلمية وهم يدركون أن المسألة في تلك الجامعات تخضع لمعايير قاسية جدا ومع ذلك يريدون لأنفسهم ما لا يقبلونه لغيرهم .
بدورنا نقول بضرورة عدم التهاون فالمسألة يا سيادة الوزير ليست محاضرة أو وجهة نظر يقدمها أستاذ مشرف، لهذا نحن مع التحديد ومع الحفاظ على السوية العلمية لطلابنا وجامعاتنا وباحثينا والجميع مع هذا الرأي، فلماذا نصادف في كواليس التعليم العالي أشخاصا قدموا مصالحهم على كل شيء ، ولماذا لا نعمل جميعا من موقع الانضباط الذاتي لنبني وطنا قويا منيعا بعلمائه وباحثيه ؟.
BASHAR.HAJALI@GMAIL.COM