الوطن هو من يضحكنا ويبكينا فما ألطفه عندما نكون بين أحضانه وما أقساه عندما نتذكر صفاءه بعيداً عنه.
الوطن برماله الذهبية وسهوله الخضراء وجباله الشامخة يضحكنا ببهجته ويبكينا بقسوته وكأنه يستظل بأمواج بحره العالية ومع ذلك لاشيء يعادل حب الوطن.
نعم لا شيء يعادل إخلاصنا لوطننا عندما نكون أبطالاً شهداء وعندما نكون أحراراً شامخين وعندما نبني أنفسنا من أجله وعندما نكون مصدر فخر له وعندما نصبح أسوة للغير في الفكر والحضارة والعلم والثقافة في الرخاء والشدة.
نعم لاشيء يعادل وفاء الوطن عندما نناضل من أجله فحبنا لوطننا حب متبادل بقدر عطائنا يعطينا لذلك لاشيء يعلو فوق الوطن عندما نبكي من أجله وعندما نكون كالشمعة نحترق لكي تضيء أرجاء وطننا الغالي سورية وعندما نكون كالنخلة نعطي الآخرين أطيب الثمر حينها لا شيء يعادل غلاء الوطن.
وعندما نشاهد الجميع يضحي ونشاهد الرجال والنسوة كالشمس والقمر يتسابقون بالذود عن ترابه ليبقى شامخاً وصامداً في وجه الرياح العاتية ولأنه لم يعد خافياً على أحد أن وطننا الأبي «سورية العظيمة» تتعرض لأبشع مؤامرة خططت لها قوى الهيمنة الغربية واستخدمت في تنفيذها أدوات عربية وداخلية مختلفة لزرع الفتن وإثارة النعرات الطائفية والإثنية وذلك لنسف المحور الممانع وفرض الحلول الإسرائيلية والأميركية ليس على سورية فقط وإنما على المنطقة العربية بأكملها.
ولأن الغرب اليوم يعيد استنساخ السياسات الخاطئة في فصول جديدة من المؤامرات على سورية والتي تتمتع بالسيادة والاستقلال التام وهذا ما أدركه الشعب السوري وقيادته الحكيمة وتفهم حجم هذه المؤامرات وأبعادها لذلك الجميع صمم ويصمم على إحباطها ومواجهتها بأغلى الأثمان وبالتضحيات الجسام.
لذلك رفضت سورية التراجع والخضوع وازدادت صلابة وثباتاً في مواقفها ورفضت التراجع عن الثوابت الوطنية والقومية لأنها قلب العروبة النابض على الدوام، ولتبقى سورية كشجرة زيتون جذورها ثابتة وفروعها في السماء تترفع عن الأحقاد في زمن عربي أسود نتنفس دخانه المسموم في هذه الأيام فنصاب بالغثيان والإعياد لكننا سنحطم جميع المؤامرات التي حيكت وتحاك ضد شعب سورية الأبي وستتلاشى فصولها وسيبقى التاريخ هو الفيصل والحكم على من كذب وتآمر ولفق وفبرك وخان وإن نبض الشارع السوري اليوم وكل يوم هو الجواب على المؤامرة والمسيرات التي جرت في المحافظات بعد إصدار قرار الجامعة العربية اللامسؤول هي الجواب وخاصة أن ما يسمى الجامعة العربية كانت تاريخياً شاهد زور على مسلسل الاحتلالات والانتهاكات للعالم العربي فإذا بها اليوم رأس حربة ضد الدولة المقاومة والنهج المقاوم.
وأمام هذا الوضع المزري العربي فإن المطلوب من السوريين في الوقت الراهن خاصة تحمل مسؤولياتهم الكاملة أمام هذا التآمر الجديد والقيام بواجباتهم الوطنية والوقوف في وجه المجموعات الإرهابية المسلحة التي ترتكب جرائم القتل والترويع والتنكيل والارتقاء بالفكر والجهد والعمل إلى مستوى المسؤولية التاريخية من أجل الحفاظ على وطننا ورفض التدخل الخارجي في شؤوننا بعدما باتت جامعة الدول العربية أداة بيد القوى المعادية لسورية وهذا ما سيجعل سورية الصمود والمقاومة أكثر تمسكاً بالمبادئ والقيم النبيلة للأمة وستبقى منارة للأحرار وعنواناً للإرادة والعنفوان وعنواناً للصمود بمواقفها القومية النبيلة في الدفاع عن المقاومة والحق العربي.
وسورية بوعي شعبها وحرصه على وحدته الوطنية وتلاحمه ستبقى قلعة العرب الصامدة والمدافعة الأولى عن قضايا العرب وعزتهم وكرامتهم بعدما بات المشهد العربي في وقتنا الحاضر لا يبشر بالخير وخصوصاً عندما تتنازل الدول العربية ذات الثقل العربي والتأثير عبر التاريخ عن دورها لدول صغيرة مشبوهة تعبث بمصير هذه الأمة وتنفذ أجندات خارجية لم تعد خافية على أي مواطن عربي وسورية بعظمتها ستعبر هذه الأزمة وستكون بعد تجاوز الأزمة أكثر قوة وأكثر التزاماً بمصالح الشعب والأمة وهذا سر عظمتها وشعب سورية سيكتب في البحار ويكتب فوق الأشجار ويكتب في وسط ووضح النهار ويستمتع الأحرار في الغوص في البحار وتكتشف الأسرار عن كيد الفجار ونرى النجوم تتسابق نحو الأقمار عندها سنضع نصب أعين الفجار دار القرار وعقبى الدار.