وبين د. الحلقي أن برنامج الفحص الطبي قبل الزواج هو أحد البرامج الصحية الوطنية ذات الأهمية والذي أولته وزارة الصحة اهتماماً خاصاً وقامت بالتعاون مع نقابة أطباء سورية بتوفير عيادات الفحص الطبي قبل الزواج في جميع المحافظات، والتي تهدف إلى إجراء الاستقصاءات والفحوصات اللازمة للراغبين بالزواج وتقديم المشورة والنصح لهم من أجل وقاية الأجيال القادمة من الأمراض الوراثية والمعدية..
وأكد وزير الصحة أهمية التركيز في إطار حملة وطنية مكثفة الآثار الإيجابية لهذا البرنامج وإبراز العنوان العريض للمجتمع لما له من جوانب تستهدف الصحة العامة وتستهدف الاقتصاد الوطني وبنية المجتمع السوري المتماسك وتنعكس على المجتمع وعلى الأسرة بشكل عام.. مبيناً أن الفحص الطبي قبل الزواج هو مجموعة الفحوصات السريرية والمخبرية التي يجريها المقبلون على الزواج لمعرفة خلوهما أو إصابتهما بمرض وراثي أو معدٍ قبل الزواج.. ويتلوها مشورة ونصح لكل من الطرفين لبناء أسرة سليمة.
وأوضح أهمية هذا الفحص لتعزيز الصحة الإنجابية وتجنب الإصابة المتكررة بالأمراض وخفض تواتر الكثير من الأمراض الوراثية والمزمنة في المجتمع، وخاصة التلاسيميا وفقر الدم المنجلي والتهاب الكبد الفيروسي بشقيه B و C وأيضاً مرض الأيدز والذي يعتبر تواتره قليل جداً في سورية ولا يتجاوز 7 بالألف، وأن عدد المصابين به بلغ 230 مريضاً. مشيراً إلى أن أغلب وفيات الأطفال ما حول الولادة تكون بسبب أمراض وراثية وبنسبة 2.5 بالعشرة من كل ألف طفل، وأنه يوجد الآن 7625 طفلاً مصاباً بالتلاسيميا وفقر الدم المنجلي والأمراض الدموية، وبذلك فإن الأمراض المزمنة بشكل عام تستجر الكثير من الإنفاق الصحي يصل إلى 5.5 مليارات ليرة. فكل طفل يكلف من حيث المعالجة والتحاليل ونقل الدم واللقاحات ما بين 400- 600 ألف ليرة سنوياً وأن الوزارة قدمت في عام 2010 بخصوص مرض التلاسيميا فقط 407 ملايين ثمناً للأدوية.
وأشار د. الحلقي إلى أن هذا المشروع ينتشر بشكل أفقي ليتناول كافة المحافظات وسيتم خلال الأسبوع القادم افتتاح مركز القنيطرة.. وهو مشروع خدمي صحي ذو ريعية محدودة وبتكلفة 2500 ليرة، بينما في القطاع الخاص يتقاضى ما بين 10- 12 ألفاً.
وبين د. الحلقي أن نتائج الفحص هي أهم مرحلة من مراحل المشورة لأنه بناء عليها ينصح باستمرار الزواج أو عدمه ومن هنا يجب أن يكون الطبيب متمتعاً بمهارات تواصل وبجانب حسي عال ليوصل المعلومة من خلال الفحص السريري والمخبري لكل من الخاطب والمخطوبة. وأن فروع نقابة الأطباء استطاعت أن تخفف وتنصح بعدم الارتباط بنسبة تصل من 70-75% من الشباب المقبلين على الزواج في عيادة المشورة قبل الزواج.. مشيراً إلى مشروع جديد حول التحري عن السمات الوراثية لكل من الخاطب والمخطوبة المشخص لديهم رحلان خضاب إيجابي بالتعاون مع هيئة الطاقة الذرية وبشكل مجاني للوصول إلى مجتمع خالٍ من الأمراض الوراثية والتخفيف من تواترها.