ويعتبر أحد الموضوعات الأكثر ضرراً لعملية السلام استمرار سلطات الاحتلال في خرقها للقرارات الدولية وتجاهلها لها عن عمد واستمرارها وتسريع بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس المحتلة ترسل رسالة مدمرة ، ناهيك بما يعانيه الفلسطينيون من صلف جنود الاحتلال من قتل واعتقال وتجريف للاراضي الفلسطينية وهدم منازلهم، وزد على ذلك العنف الذي يسلكه المستوطنون الصهاينة على الأرض حيث صعدوا في الاونة الأخيرة من أعمالهم الاجرامية ضد دور العبادة والمقدسات الفلسطينية، فقد تلقى الكيان الاسرائيلي صفعة شديدة من خلال إدانة جماعية من كتل واعضاء مجلس الامن الدولي بخصوص قراره الاستمرار في بناء وحدات استيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة وخارج حدود الخط الاخضر.
حيث انتقدت الامم المتحدة اسرائيل لاستمرارها ببناء مستوطنات جديدة في مدينة القدس المحتلة والضفة الغربية واطلاق قذائف بشكل عشوائي.
ونقل مركز انباء الامم المتحدة عن الامين العام المساعد للشؤون السياسية في الامم المتحدة أوسكار فرنانديز تارانكو قوله انهم يدعون اسرائيل لابداء أقصى درجات ضبط النفس.
وأعرب تارانكو عن الاسف لانعدام التقدم على المسار الاسرائيلي الفلسطيني داعيا الى خلق مناخ ملائم لاستئناف المحادثات و تجنب أي أعمال استفزازية.
وأضاف تارانكو انه في اخر اجتماعات للاطراف مع المبعوثين أبدى الاسرائيليون والفلسطينيون رغبة في الاخذ في الاعتبار بعض الافعال المتبادلة التي يمكن أن تساعد في الحد من التوتر.
وحذر تارانكو من أن تحقيق حل الدولتين لم يتقدم مع تفجر عدد من الحوادث بصورة مقلقة خلال الشهر الماضي وقال انه مع اقتراب العام من نهايته ما زال الوضع على الارض في تدهور والمسار نحو السلام غير واضح.
هذا وعبر اعضاء في مجلس الامن أمس عن القلق لتعطل عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية كما انتقدوا اسرائيل لسيرها قدما في بناء مستوطنات جديدة.
وقال ممثلو بريطانيا وفرنسا والمانيا والبرتغال أن النشاط الاستيطاني الاسرائيلي يقوض محاولات استئناف محادثات السلام المتوقفة مع الفلسطينيين.
وقال الاعضاء الاوروبيون الاربعة في بيان مشترك ندين التصاعد المزعج لاعمال العنف التي يرتكبها مستوطنون بما يشمل احراق مسجد النبي عكاشة في القدس الغربية ومسجد برقة في الضفة الغربية... من الواضح ان هذه الهجمات الاستفزازية المتعمدة على اماكن عبادة ارتكبت بهدف تأجيج التوتر.
ودعا الاعضاء الاوروبيون بالمجلس الى وقف فوري للنشاط الاستيطاني الاسرائيلي.
وقال متحدث باسم البعثة الامريكية لدى الامم المتحدة ان السبيل الوحيد لتسوية المسائل العالقة بين الاسرائيليين والفلسطينيين هو من خلال مفاوضات مباشرة جادة وموضوعية.
وقرأ سفير جنوب افريقيا باسو سانجكو بيانا بالانابة عن حركة عدم الانحيار التي تضم 120 دولة يكرر في مجمله البيان الاوروبي ويصف الانشطة الاستيطانية بأنها غير قانونية وانها العائق الرئيسي امام حل الدولتين.
وادلى السفير اللبناني نواف سلام بتعليقات مماثلة وفي المجمل فان البيانات التي تنتقد اسرائيل صدرت بالانابة عن تسعة على الاقل من اعضاء المجلس الخمسة عشر.
وقال المندوب الفلسطيني رياض منصور للصحفيين ان هناك عضوا مؤثرا بمجلس الامن هو الولايات المتحدة يمنع المجلس من التعامل من مسألة المستوطنات والمشكلات الاخرى المرتبطة بعملية سلام الشرق الاوسط.
من جهتها اعترضت مسؤولة السياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون على نية اسرائيل طرح مناقصات لبناء نحو ألف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية و القدس الشرقية داعية لعدم المضي قدما في هذا الطرح.
كما أعربت الحكومة الالمانية امس عن قلقها البالغ ازاء اعلان الحكومة الاسرائيلية عن مناقصة لبناء أكثر من ألف وحدة استيطانية في مدينة القدس المحتلة والضفة الغربية.
هدم قرية العراقيب
في غضون ذلك هدمت جرافات الاحتلال الاسرائيلي امس وللمرة الـ 33 قرية العراقيب في النقب داخل أراضي فلسطين المحتلة عام 1948 بعد اخراج أصحاب البيوت بالقوة من منازلهم.
من جهة اخرى نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن فلسطينيين قولهم إن مستوطنين اسرائيليين اقتلعوا 27 شجرة زيتون في قرية خربة شويكة جنوب الخليل بالضفة الغربية ورسموا شعارات بالعبرية تعني تدفيع الثمن الامر الذي اكده ايضا جيش الاحتلال الاسرائيلي.
في هذه الاثناء اقتحمت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر امس مكتب عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عماد نوفل في قلقيلية ومكاتب النواب الفلسطينيين في سلفيت وصادرت ملفات وأجهزة حاسوب بعد أن عاثوا فسادا في المكانين.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي الاسير الفلسطيني المحرر سامر عوض بعد مداهمة منزله في بلدة اذنا غرب الخليل بالضفة الغربية.
وفي ذات السياق اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلى فجر أربعة مواطنين فلسطينيين بعد مداهمة منازلهم واعتدت على اخرين وممتلكاتهم في منطقتي خلة العين وبيت زعتة في الضفة الغربية وتم اقتيادهما لجهة مجهولة.
من جهة اخرى قالت مصادر فلسطينية إن عدة اليات عسكرية اسرائيلية داهمت منطقة واد عزيز التابعة لبلدة اذنا غرب الخليل وصادرت جرارا زراعيا تابعا للبلدية ونقلته الى جهة مجهولة.