وفي إحدى زيارته إلى لبنان دعاه الشاعر أمين نخلة يوماً إلى الغداء وقال له إنه أعد له طعاماً شهياً سوف يأكل أصابعه وراءه. ولم يكن هذا الطعام سوى طبق ضفادع. ولم يكن أحمد رامي يحب أكل الضفادع ولا حتى رؤيتها ولاسماع نقيقها. فلم يقرب الطعام، وعندما أبدى أمين نخلة دهشته لعدم رغبة رامي في تناول هذه الوجبة اللذيذة، أجابه أحمد رامي بهذه الأبيات الطريفة:
دعاني إلى أكلة ممتعة
وقال سيطعمني ضفدعة
وكيف تكون الضفادع قوتاً
ومرقدها الليل في منقعة
تبيت مع الطين مطمورة
وتأكل أوضاره طيعة
وعودة إلى القاهرة، فقد كان يسكن بجوار أحمد رامي أحد المحبين للشعر. ولكنه لم يكن يهتم في كتاباته بالعروض والبحور والقوافي والأوزان. وكان في كل مرة يعود وفيها رامي مرهقا من عمله، يحل عليه هذا الجار ضيفاً ثقيل الظل، ليقرأ عليه ما يكون من نظمه من شعر رديء فمرة يقول له رامي (شعرك مكسور يا أستاذ). ومرة ثانية يقول (مدشدش يا حبيب) وثالثة يقول له (مدغدغ يا أخ).
وفي اخر المطاف صرخ المتشاعر وهويقول لرامي:
- انته متقصدني!.. ده ظلم! دي مش معاملة!.. مش طريقة دي!..
فقال له رامي وهومحتد:
- شوف يا أخ، إحنا عندنا هنا بنوزن كده، وان ما كانش عاجبك، روح دوزن بره.
وكان لأحمد رامي سهرات مع أصدقائه من الشعراء ومرة حضر إحدى هذه السهرات صديق رامي ليس له علاقة بالأدب والشعر. وكان الشعراء يتطارحون ما يكون كل منهم قد نظمه. وهذا الصديق يستمع بصمت حتى إذا ما انتهوا من إلقاء جديدهم الشعري، علق ذاك الصديق قائلاً:
- يا جماعة دي حاجة عجيبة أوي. كل اللي انتم بتقولوه خطر على بالي معانيه وكثير من الفاظه واشاراته يبقى إيه ده يا رامي، توارد خواطر ولا مفاجأة أرواح؟!
فأجابه رامي:
- لا أبداً.. تقدر تقول انواحنا شعراء بقافية، وانت شاعر بلا قافية!!