وليس بالمعنى السلبي التي تأخذ طابع الاحتيال،
فهذه لها روادها وناسها، وما أكثرهم هذه الأيام، فأينما ذهبت تجد نماذج متنوعة من هؤلاء، فعلى سبيل المثال تذهب إلى سوبر ماركت وتسأل عن سلعة معينة، فيقول لك البائع: غير متوفرة، هذا إذا لم يضع إعلاناً عريضاً على الواجهة بعدم السؤال عنها، لكن مايفاجئك هوخروج أحد الزبائن المدللين لديه وبيده السلعة وعندما تسأله كيف حصلت عليها يمتنع عن الجواب إلا بوجود محام. وكأننا في قضية شائكة ومشربكة وعويصة.
ويمكن في المستقبل القريب يكتب قائمة - وأقصد صاحب المحل - بأسماء الذين يحق لهم شراء هذه السلع.
ونحن، يا غافل إلا الله، لا نعلم ماذا يجري ونعاني قلة الحيلة في الوصول إلى مستوى هؤلاء الذين يعملون على مبدأ: دبر راسك.
وكذلك في الدوائر الحكومية فتجد أحدهم يدور على عدة مكاتب بساعة واحدة مع الابتسامات من قبل الموظفين له وتمشي معاملته بسرعة، ونحن معاملتنا تمشي الهوينى وتتوقف طويلاً عند كل اشارة من موظف لانفهمها ولانسمع إلا عبارة: الموظف غير موجود أوتعى بكرا، أوراجعنا بعد اسبوع، وهكذا تمشي الأيام بدلاً من أن تمشي المعاملة.
أما في الأماكن التي تحتاج إلى الوقوف في طوابير، فنحن أصحاب قلة الحيلة ماعلينا إلا أن نضع في جيبنا نصف كيلوبذر للتسلية لأن دورنا لما يصل بعد وقد لا يصل عكس المثل الذي يقول: أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي. مع العلم لوخضعنا لفحص طبي نجد أغلبنا أن لم نقل كلانا أولاد تسعة ولسنا أولاد سبعة، فأين تكمن المشكلة لا أدري.
يقولون الدنيا حظوظ، والذي لاحظ له لا يتعب ولا يشقى، إلا أنه نتمنى من الجهات المعنية إقامة دورات لتعليم الحيلة، حتى نتبعها ونخلص من الشقاء والتعتير أوتدريب بعض الموظفين على مبدأ التساوي والمساواة في المعاملة، وتوفير السلع التي تعطي المبرر لهؤلاء المتلاعبين بها وبكمياتها وأسعارها حتى ننضم إلى قائمة أصحاب الحظوظ في الحصول عليها، وهكذا نتخلص من النحس الذي ركبنا من راسنا إلى أساسنا، هذا عن الحيلة وكتبنا كل هذا الكلام وبقي الكثير غيره، كيف لوأردنا التحدث عن الفتيلة فيقولون: الشيء الفلاني أخذ منا الحيلة والفتيلة ونقول لأمثالنا ممن فقد الحيلة والفتيلة ماعليك إلا استخراج بدلاً من ضائع له رغم معاناة الحصول على بدلٍ من ضائع لكن ما باليد حيلة.
بعد الأخير
أحدهم سرق سيارة وعندما أحضر أمام القاضي، نكر ذلك وقال له: فتشني!؟