تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من ظرفاء دمشق (54).. الإذاعـي حكمـت محسن..

ســاخرة
الخميس8-11-2012
 نصر الدين البحرة

في الواقع فإن المأساة التي عاشها أبوخليل القباني في أوائل التاسع عشر، عندما حاول أن يقدم أعمالاً مسرحية في دمشق حالة التخلف الفكري الذي عاشه الناس في تلك الفترة،

المغادرة والسفر إلى مصر، قد تكررت مع حكمت محسن، ذاك أن عرضاً كان مقرراً أن تقدمه فرقته عام 1978 العباسية- مكان صالة 8 آذار في شارع الحجاز- فشل لأسباب فنية.. بل يمكن القول: اجتماعية.‏

والعودة إلى تنجيد الكراسي‏

يقول الأستاذ أكرم حسن العلبي في كتابه.. ظرفاء من دمشق تركت الحادثة أكبر الأثر على حكمت محسن، إذ إنه بقي مغمياً عليه أياماً، وقرر اعتزال الفن والعودة إلى مهنته الأولى في تنجيد الكراسي أنه من جانب آخر أسس نقابة للمنجدين والنجارين.‏

منجد.. يهوى الفن‏

وفي حوار مع الفنان السوري الكبير تيسير السعدي الذي رافق محسن منذ بداياته، يتحدث عن هذه الفترة فيقول: كان يتردد علينا في نادي الفنون الجميلة- وسبق أن أشرنا إلى الفنان الكبير المالح الذي أسس هذا النادي في منزله في الوقت الذي كان يعمل فيه منجد كراس في سوق الأروام المشهور- عند مدخل سوق الحميدية الأيمن- وكان يهوى الفن.‏

في سوق الأروام‏

يستطرد الأستاذ السعدي قائلاً: ذات يوم كنت أسير في سوق الأروام فأوقفني حكمت محسن، وأعطاني مسرحية وقال:‏

- اقرأها، فإن أعجبتك فمثلها.. وإلا ألق بها.‏

ويقول تيسير:‏

- قرأتها فذهلت، ووجدت نفسي أمام موهبة ذات حس شعبي مرهف.‏

الفرقة السورية.. وإذاعة قبرص‏

على كل حال، فهناك محطتان في سيرة الأستاذ محسن الفنية، الأولى هي انضمامه إلى الفرقة السورية للتمثيل والموسيقا، حيث بدأ يكتب وتيسير يخرج جميع أعماله، والثانية هي عمله في إذاعة الشرق الأدنى التي كانت تبث برامجها من قبرص، فإن المسؤول الفني في هذه المحطة الأستاد عبد المجيد أبولبن، كان من المعجبين به، خاصة بعد أن اطلع على تمثيلية: (يا آخد القرد على ماله).‏

و.. ثمن تذكرة الطائرة؟‏

كان اتفاق أبولبن مع حكمت، أن يأتي إلى قبرص، لإحياء ليالي شهر رمضان المبارك من المحطة المذكورة. ولما كان حكمت محسن خالي الوفاض وليس معه ثمن تذكرة الطائرة، فإن عبد المجيد أقرضه المبلغ وركب الطائرة، للمرة الأولى في حياته.‏

أمام المضيفة الحسناء‏

أطرف ما في الأمر، أنه اعتذر في الطائرة عن قبول الضيافة التي قدمتها المضيفة الحسناء. لماذا؟ لأنه ظن أنه سيدفع ثمنها عند وصوله إلى قبرص، كانت أيام قليلة، قد بقيت على قدوم رمضان وتريد ثلاثين حلقة لتقديمها في ذلك الشهر.‏

قلم.. على الطاولة‏

كانت المفاجأة حين مثل حكمت محسن أمام اللجنة الفنية، في دائرة النصوص التي أحضرها معه، ففتح محفظته، وتناول قلماً على الطاولة، قائلاً:‏

- هذا كل ما جلبته معي.‏

كل يوم حلقة جديدة‏

يقول المؤرخ الأستاذ العلبي: إن أمل اللجنة خاب، ولكن.. وسوى قبول المغامرة، فصار حكمت محسن يقدم للإذاعة في حلقة جديدة من أول مسلسل إذاعي له بعنوان (صندوق عجايب)‏

هل كان مبدع المسلسلات؟‏

ويتابع هذا المؤرخ لافتاً الانتباه، كأنه يريد أن يقول: إن كان المبدع الأول في مجال المسلسلات الإذاعية، فيقول: إنهم يهتمون بهذا اللون الجديد، وكانت محطة الشرق الأدنى تسمع في القاهرة نفسها، ولها جمهور واسع.‏

وبعد أربعين يوماً عاد حكمت محسن إلى دمشق، وقد سبقته سمعته الواسعة إليها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية