تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إياكم والحزن

مجتمع
الخميس 9-5-2013
رويدة سليمان

ضحكت روحي بعد أن مات جسدي وظنوا أنهم أوقفوا في قلبي حب الوطن ماأتعسها من ظنون ...

- أماه .. كفكفي دموعك واستقبلي زوارك بكبرياء، مليون مرة بموت ياأمي ويبقى الوطن.‏

- أخجل من وطني لأنني لا أملك سوى روح واحدة قدمتها له في محنته أحدث الريحان الذي يغطي قبري وشقائق النعمان التي ارتوت بدمي أن أخبري الزوار والأقرباء والأصدقاء أنكم على موعد مع فجر جديد .. فجر الخلاص لايهمك يابلدي طول الدرب لأن لديك رجالاً للرصاص انكشفت صدورهم.‏

إياكم والحزن... لأنني أكره الحزن والحزانى ، وثقوا بأن روحي ترفرف دائماً فوقكم.‏

هي رسائل من شهداء رحلوا في ربيع ليس كغيره ، قرابين عز وفخار من أجل عزة وكرامة الوطن رحلوا كأجمل مايكون الرحيل إلى رحاب السماء... عاهدوا فصدقوا.‏

رسائل نقرأها في وجه كل مقاتل في الجيش العربي السوري الأبي.‏

السادس من أيار.. رمز لكل الأيام التي سقط فيها الشهداء، وتخليداً لأرواح شهداء دمشق وبيروت 1916 هذا اليوم ليس أول درجات سلم الشهادة ولن يكون اليوم آخرها لأن بحر الشهادة تيار هادر لايتوقف يحمي الأرض ، العرض ، الكرامة ، الوطن من الزوال ، والوطن لايحميه إلا أبناؤه الشرفاء ، الأحرار، هو الأثمن والأغلى من كل شيء نملكه في حياتنا، وسيكشف التاريخ عن حكايا استشهاد العديد من أبطالنا، سطروا أروع الملاحم البطولية ، التضحية تلو التضحية ، شهيد وراء شهيد ، صفحات تضاف إلى سجل البطولة والوطنية والوجود والكرامة ... للمستقبل ... للأجيال نستقبل اليوم، السادس من أيار بمزيد من الثقة والعزم والايمان ، بكل الفخر والاعتزاز بجنودنا البواسل وماحققوه من انتصارات على أرض الواقع.‏

نستقبله بابتسامة رضى وقناعة رغم الألم والتعب والحزن قناعة بأن قدر السوريين الشهادة لتحقيق النصر، وكل يوم يمر له قداسة يوم الشهادة ، فمن يريد حياة كريمة لابد أن يكون كريماً حتى بحياته.‏

اليوم ورثة العثمانيين الشرعيين يتحدون جمال باشا السفاح وينافسونه لتسجيل أرقام قياسية في الحقد الأعمى والإجرام البشع بشتى أشكاله وأساليبه وأدواته.‏

زينوا المرجة...‏

على ساحة المرجة نفذ جمال باشا السفاح قراره بإعدام الأبطال الوطنيين وهو يرقب فعلة الاعدام من شرفة مكتب المحامي البطل العظم في بناية العابد متخفياً جباناً واليوم تبدو أعراض هوس الاعتداء على عرش سورية بشكل واضح إذ نفذ هؤلاء العثمانيون الجدد بالتعاون مع الخونة والمأجورين وأعداء الإنسانية والعروبة مؤامرتهم الكونية ، بالكذب والنفاق والتزوير والتضليل والغدر والخيانة، وكان لساحة المرجة كما كل مدن وساحات وشوارع سورية نصيبها من الإرهاب الأعمى ، وعن بعد فجروا ليغطوا فشلهم وهزائمهم أمام جيشنا الباسل الجيش العربي السوري ، تفجير حصد أرواح أبرياء لاذنب لهم سوى أن القدر ساقهم إلى مسرح الجريمة وباستشهادهم زينوا المرجة، ساحة الشهداء والمرجة لنا وستبقى لنا -نحن أبناء سورية - الحب والحضارة والألفة وليمت الحاقدون الطامعون بغيظهم .‏

من أجل الوطن...‏

فرق كبير بين شهدائنا وقتلاهم...‏

الشهادة وقفة إباء وعز.. الشهادة قيمة القيم وذمة الذمم والشهداء أحياء لايموتون .. الشهداء بسمة على شفاه الحرية.‏

خالدون خلود الوطن... عليهم سلام الله وهنا وتحت هذا المعنى للشهادة يجب أن نميز بين التضحية للوطن وكرمى عيونه وتعني الخلود والحضور في الوجدان والذاكرة...‏

هي الفداء والذوبان من أجل الوطن ..‏

والتضحية بالوطن من أجل حفنة من دولاراتهم وريالاتهم وتعني الذل والعار والخزي وجهنم وبئس المصير .‏

ومن هنا نقول كفوا أيها الكبتجية في قنوات سفك الدم السوري عن هذه المهزلة الإعلامية كل الحرام.. كل العيب أن تطلقوا على هؤلاء السفاحين المجرمين.. شهداء وستبقى كلماتك ياأبا الشهداء القائد الخالد حافظ الأسد خالدة في صفحات التاريخ وضمير شعبك ونضعها نصب أعيننا: « الوطن غال والوطن عزيز، والوطن شامخ والوطن صامد لأن الوطن هو ذاتنا، فلندرك هذه الحقيقة ولنحب وطننا بأقصى مانستطيع من الحب ، وليكن وطننا هو المعشوق الأول الذي لايساويه ولايدانيه معشوق آخر».‏

نهنئكنّ ونهنىء سورية بكن...‏

كم أتمنى لو تجرأ أحد هؤلاء الجبنة والقتلة وجال في مدننا وقرانا لنرى ماهو شعوره وهو يرى أمهات الشهداء يزفن أولادهن بالزغاريد والورود وحبات الأرز ، معلنة استعدادهن لتقديم قطعة أخرى من قلبها.. فداء لسورية‏

لاشك أن منظر هذه الأم المؤمنة بحق الوطن على أبنائه أن يرووه بالدماء، يرعب ذلك القاتل الذي يختبىء في الجحور والأنفاق وفي المجارير.‏

ترى هل بقي للخنساء مكاناً في عصرنا الحاضر؟!‏

بيوم الشهداء نهنئكن ونهنىء سورية بكن...‏

وسيستمر الشهداء...‏

في هذا اليوم تنحني الهامات إجلالاً لأولئك الذين تساموا إلى مرتبة الصفاء من أجل أن نعيش ويبقى الوطن شامخاً جادوا بأنفسهم والجود بالنفس أقصى غاية الجود .‏

أن اطمئن أيها الشهيد... وصلت الرسالة ، سنكمل المشوار مشوار العزة والكرامة وسيستمر الشهداء وسنكتب عن المزيد من الأبطال ولامكان في أرضنا الطاهرة لخائن كلنا مشاريع شهادة ، لن نتوانى .. لن نكل .. لن نبخل .. لن نضعف.. لن نيأس... لن نحبط ... لن نتفرق ... لن ننسى... سننتصر وستكون أنت أيها الشهيد عنوان النصر والوجود والكبرياء.‏

سلام الله عليكم حماة الديار... سلام الله عليكم شهداء الحق والواجب ، خالدين خلود الوطن .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية