فقد اتهم موقع انترناشونال بيزنس تايمز الأميركي الموساد الإسرائيلي بمسؤولية اقتحام مقر الصحيفة الفرنسية «شارلي إيبو» وقتل 12 شخصاً بداخله من بينهم أربع من رسامي الكاريكاتير الشهيرين لكن بعد نحو ساعتين من النشر تم حذف الخبر من قبل الموقع المذكور تحت ضغط اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة وتهديده الموقع بمعاداة السامية.
ووفق ما تناقلته مواقع الكترونية عدة تابعة لوسائل إعلام أميركية معروفة استطاعت قراءة الخبر قبل حذفه فإن الموقع الأميركي قال: إن الموساد رغب في الانتقام من تصويت البرلمان الفرنسي لمصلحة فلسطين إضافة إلى التصويت لمصلحة مشروع القرار الفلسطيني في الأمم المتحدة فقام الموساد بالهجوم على مقر الصحيفة بالتعاون مع التنظيمات الإرهابية في فرنسا.
وأكثر المواقع الصهيونية التي هاجمت موقع «بيزنس تايمز» الأميركي هي وسائل الإعلام الإسرائيلية التي استخدمت عباراتها المكررة ضد كل من يشير ولو بإشارة صغيرة إلى جرائم إسرائيل , إذ اتهمت صحيفة معاريف الإسرائيلية الموقع الأميركي المذكور بعد نشره الخبر بمعاداة السامية وأنه ضمن مجموعة من المواقع الغربية التي تحاول توريط جهاز الموساد في قتل صحفيي« شارلي ايبدو». وزعمت الصحيفة الإسرائيلية إن هذه المواقع تكن عداوة لإسرائيل وتختلق ذرائع لتوريط الموساد مستغلة أن البرلمان الفرنسي صوت لمصلحة فلسطين.
أما موقع «بيزنس» الأميركي فأوضح في خبره أن هجوم صحيفة «شارلي إيبدو» السابق على أبو بكر البغدادي متزعم تنظيم داعش الإرهابي الممول من مصادر أجنبية هو الذي دفع الموساد أيضاً للتخلص من منتقديه مؤكداً أن الموساد استأجر أشخاصاً من أصول عربية لتنفيذ الهجوم وخلط أوراق الإرهاب في المنطقة والعالم.
و هذه التسريبات حول تبني الكيان الإسرائيلي للتنظيمات الإرهابية ليست الأولى فقد سبق لمئات التقارير المتعددة أن أكدت دعم كيان الاحتلال الإسرائيلي للتنظيمات الإرهابية في سورية على مختلف مسمياتها ويذهب محللون مطلعون إلى أن لجهاز الموساد اليد الطويلة في إنشاء هذه التنظيمات المستنسخة عنه وتنتهج نهجه وتنفذ مخططاته في المنطقة.
ويلفت متابعون إلى أن تاريخ الكيان الصهيوني الغاصب متخم بالعمليات الإرهابية إن كان داخل الأراضي العربية المحتلة أو في دول أخرى لكن إسرائيل تبقى هاربة من العدالة الدولية كونها محمية من الإدارات الأميركية المتعاقبة المرتهنة للوبي الصهيوني والتي لا تتوانى عن استخدام الفيتو لإجهاض مشروع أي قرار دولي يدين جرائم كيان الاحتلال الإسرائيلي.
إن العمل الإرهابي الذي وقع ضد الصحيفة الفرنسية المذكورة يوضح بشكل لا لبس فيه الأخطار التي يمثلها تفشي ظاهرة الإرهاب التكفيري والتي تشكل تهديداً للاستقرار والأمن في كل أرجاء العالم , كما انه يؤكد مجدداً على الحاجة إلى سياسات جادة تؤدي إلى تضافر جميع الجهود للقضاء على آفة الإرهاب المتفشية في العالم , لكنه يؤكد أكثر ما يؤكد على تورط الكيان الإسرائيلي العنصري ومن خلفه الولايات المتحدة الأميركية بدعم الإرهاب وتجنيد عناصر حركاته لخدمة المشروع الصهيوني في المنطقة وتنفيذ الأجندات الأميركية التي تصب قي النهاية بخدمة الكيان التوسعي في فلسطين المحتلة.