تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


في مجموعته الشعرية تدخلين كالمستقبل .. سمفونية اللحن و الكلمة

ثقافة
الاثنين 12-1-2015
حفلت المختارات الشعرية التي ترجمها الدكتور ثائر زين الدين للشاعر و الأديب الروسي بوريس باسترناك بمشاعر كبيرة و موهبة عميقة حيث بين المترجم أن الشاعر يتميز باتساع معجمه الذي يبدو جليا في اللغة الأم أكثر منه في الترجمة ،

حيث امتزج عنده الانسان بالطبيعة و أظهرت قصائده علاقته العميقة مع بعض المبدعين من حوله و لا سيما آنا آخماتوفا التي اهداها واحدة من قصائده و مارينا سفيتايفا التي أحبها حبا كبيرا رغم أنهما لم يلتقيا الا قليلا و استمرت هذه القصة ثلاثين عاما لذا كانت خيارات الدكتور زين الدين من بعض النصوص الشعرية المكتوبة لمارينا بالتحديد و هي غاية في الرقة و الحزن .‏

و في عودة لحياة باسترناك نرى أنه ولد في العام 1890 لأب فنان تشكيلي و امه روزالينا عازفة بيانو و مدرسة موسيقا ـ إذا نشأ في أسرة متنوعة الفنون كانت تستقبل الشعراء الرمزيين و كبار كتاب روسيا مثل تولوستوي و تشيخوف و من الموسيقيين تشايكوفيسكي ، ما أنشأ لديه حساسية مفرطة تجاه العالم الخارجي و كان اساسا في تكوينه الفني .‏‏

و ظهر تأثره بالموسيقا فكان يستثمرها في شعره حتى أنه كان يرى الحياة موسيقا فيقول « الحياة هي الموسيقا ، و الموسيقا هي الأصل الذي يقبل بعد ذلك كل صورة و كل شكل من مأساة إلى ملهاة إلى ملايين الظلال و الدرجات التي تتفاوت و تتباين بين هذين الطرفين « .‏‏

بدأت باسترناك شاعرا رومانسيا انطباعيا و تأثر بالشعراء الرمزيين و عاش الحراك النشط الذي عرفته الساحة الثقافية الروسية و لا سيما ظهور مجموعة من المدارس الشعرية الجديدة و تبلورت في نفسه أهم سماتهم و مبادئهم فخرج منها بمركب سحري جعل منه شاعرا من أصفى الشعراء و اقواهم في تاريخ الادب الروسي ، و من مجموعته نقتطف :‏‏

لن يكون أحد في البيت‏‏

العتمة وحدها‏‏

نهار شتوي فحسب .... يتراءى من خلال انفراج‏‏

الستاثر غير المحكية‏‏

و فجأة يعتري ستارة الباب ... ارتعاش غير متوقع‏‏

كما لو ان احدا يقيس السكون بالخطوات‏‏

ثم تدخلين أنت كالمستقبل‏‏

و من قصيدة لقاء نقتطف :‏‏

يغطي الثلج الطرق ... يملأ حواف السطوح‏‏

أهم بالخروج لأمرن قدمي .. فإذا بك تقفين خلف الباب‏‏

وحيدة في معطف خريفي .. دون قبعة دون جزمة واقية‏‏

تغالبين انفعالك و تمضغين الثلج الرطب .‏‏

نال باسترناك جائزة نوبل للآداء عن روايته « دكتور جيفاكو» في العام 1958 ، و قد ترجم باسترناك العديد من الأعمال الابداعية المختلفة إلى الروسية منها مسرحيات شكسبير و مجموعات لشعراء من جورجيا ، كما كتب القصة القصيرة و الرواية و السيرة الذاتية .‏‏

« تدخلين كالمستقبل» مختارات شعرية للشاعر بوريس باسترناك ترجمة الدكتور ثائر زين الدين ، منشورات دار ليندا ، يقع الكتاب في 110 صفحات من القطع المتوسط .‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية