تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


دلالات سقوط أولمرت!

دراسات
الخميس 7/8/2008
علي سواحة

ايهود أولمرت ونهاية لحقبة مأساوية له من الحكم اتسمت بسلسلة من الهزائم الخارجية والداخلية على حد سواء وتحقيقات بتهم الفساد وسوء الائتمان أعلن أخيراً عزمه الاستقاله بعد انتخاب خليفة له في رئاسة حزبه كاديما.

وأولمرت الذي أعلن أنه لن يرشح نفسه للانتخابات التمهيدية لحزبه كاديما المقررة في أيلول المقبل يبدو أنه ينوي الاعتزال من العمل السياسي كلية ,مبرراً ذلك بأنه سيقبل بالنتائج أياً كانت بالنسبة له وبطيب خاطر كما يدعي ,لكن قضاياه الاختلاسية ستبقى تلاحقه بدون شك .‏

الحقيقة أن اولمرت لم يبق أمامه أي مخرج للهروب المذل سوى الاستقالة والتنحي عن منصبه وهو بذلك يترك النظام السياسي في اسرائيل أمام أكثر من احتمال كي يبادر لمعالجة الوضع السياسي العام المهتز إلى أبعد الحدود.‏

الاحتمال الأول:إن حزب كاديما الذي يعتبر المرشحان الأبرزان فيه لخلافة اولمرت هما وزير النقل الحالي شاؤول موفاز ووزير الحرب سابقاً اضافة إلى وزيرة الخارجية تسيبني ليفني يواجه امتحاناً مصيرياً بالنسبة له في مستقبل مسيرته السياسية .‏

ولكي يثبت هذا الحزب أنه العصي على السقوط كما تشير الدراسات الاسرائيلية فإنه سيخوض بالتأكيد امتحاناً صعباً مع الأحزاب الإسرائيلية الأخرى لتشكيل ائتلاف مماثل للائتلاف الحالي الذي سبق أن شكله اولمرت ,كي يتيح له الاستمرار في رئاسة الحكومة المقبلة ولذا فإن صعود أي مرشح غير موفاز أو ليفني سيكون صعباً عليه الاحتفاظ بذاك الائتلاف المطلوب, لكن في حال فوز موفاز فبالتأكيد سيحصل على دعم تأييد ايهود باراك زعيم حزب العمل وكذلك دعم بقية حلفاء حزب كاديما الحاليين في الكنيست الاسرائيلي.أما الاحتمال الثاني للقادم السياسي في الحياة الاسرائيلية السياسية أنه في حال فوز وزيرة الخارجية تسيبي ليفني برئاسة حزب كاديما فإن حالة من الفوضى السياسية ستعم الأحزاب الحالية المؤيدة لحزب كاديما برئاسة أولمرت ,والدخول في سجالات ليست في صالح كاديما وقدرته على الاحتفاظ بصدارته لتشكيل الحكومة الاسرائيلية القادمة والسبب في ذلك كما يقول المحللون الإسرائيليون أن الوزيرة تسيبي ليفني تتمتع بتوجهات معتدلة أكثر من غيرها ولا سيما حيال تحقيق السلام مع سورية ومع الفلسطينيين وهذا بالطبع لن يرضي سطوة المتشددين من الأحزاب الأخرى في اسرائيل .‏

ومثل هذه الحالة سيترتب على حزب الليكود وغيره من الأحزاب استقطابهم وإذا ما تحقق ذلك فسيخلق بالتأكيد تغييراً في موازين القوى داخل الكنسيت لصالح الليكود ,ما يجعل الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز يتجه للطلب من نتانياهو تشكيل الحكومة الجديدة.‏

الاحتمال الثالث:وهذا مرتبط باحتمالات رغبة الأطراف السياسية الموجودة في الكنيست حالياً اللجوء إلى محاولة تحسين مركزها السياسي ولهذا فمن الممكن أن تتفق أحزاب العمل والليكود وشاس واسرائيل بيتنا وبقية الأحزاب الصغيرة الأخرى على الطلب لخوض انتخابات برلمانية مبكرة وعند ذلك سيعلن حل نفسه ويتم تحديد التاريخ لتلك الانتخابات ,بحيث يتم إجراؤها قبل حلول الموعد المحدد للانتخابات البرلمانية الدورية المقررة للعام 2010 .‏

وفي حال تحقق الاحتمال الأول أو الثاني فإن اولمرت سيتنحى عن منصبه كرئيس للوزراء بمجرد انعقاد مؤتمر حزبه كاديما لكنه سيبقى في منصبه لتسيير الأمور حتى نهاية تشرين الأول القادم وهو الموعد المقرر لتأدية القسم لرئيس الحكومة الجديد, أما في حال تحقق الاحتمال الثالث فإن اولمرت سيستمر في تأدية مهام منصبه كرئيس وزراء مكلف إلى حين إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة وانعقاد الكنيست الجديد لاختيار رئيس وزراء جديد وتشير التحليلات إلى أن فرصة اولمرت الاستمرار كرئيس وزراء مكلف ضمن هذا الاحتمال ستمدد لبضعة أشهر أخرى.‏

لكن ما احتمالات فوز كل من الوزيرة تسيبي ليفني بزعامة حزب كاديما أو شاؤول موفاز?الأحزاب الاسرائيلية في الكنيست والمخالفة مع كاديما حالياً غير متفقة مع الوزيرة ليفني لكون المتشددين في تلك الأحزاب لا يتفقون وآرائها في السياسة الخارجية ,وبالتالي ستكون فرصة فوز موفاز برئاسة كاديما أكبر من تسيبني لكونه سيحصل على أصوات المتشددين من الأحزاب الأخرى المتحالفة حالياً مع كاديما.‏

أما فرصة صعود زعيم المعارضة الاسرائيلية نتانياهو الذي يتمتع بدعم من المؤسسات الدينية وجماعات اللوبي الاسرائيلي واليهود الأمريكيين والغربيين فيمكن أن تكون فرصته الأوفر حظاً في حال تخلى المتشددون في الأحزاب الاسرائيلية عن تحالفهم الحالي مع حزب كاديما وقبولهم بالتحالف معه أو في حال إجراء انتخابات مبكرة حيث إن استطلاعات الرأي الاسرائيلية تشير إلى أن ستين بالمئة من الإسرائيليين يؤيدون في الوقت الحالي نتانياهو.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية