إنها نتيجة قراءة شعبية أمريكية للممكن الآتي قبيل الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة-حيث خشية المحافظين الجدد من السقوط نتيجة الأزمات والمحبطات التي سببتها إدارة الرئيس بوش في حربين أمريكيتين:العراق وأفغانستان.
الإدارة الأمريكية في مأزق من عدة وجوه:مأزق سياسي في العراق وآخر في أفغانستان,ومأزق عسكري في العراق كما في أفغانستان ,مآزق وتوعدات مشتركة أمريكية إسرائيلية في التحدي المضروب من إيران-الملف النووي-والناتج الأكيد عن خيبة إسرائيلية وأخرى أمريكية مما يحدث في الضفة الغربية والقطاع-ولا نعني هنا (التطاحن الفلسطيني الفلسطيني الذي يثلج القلب الصهيو-أمريكي-)بل نعني الفشل الأمريكي الصهيوني في اثبات صدقية أو أي جدية حيال ما أعلن عن (حل الدولتين) وناتج أنابوليس المذهل الذي أسفر حتى الآن عن بناء وتخطيط بناء أكثر من أربعين ألف وحدة استيطانية صهيونية في القدس وحدها.
الكيان الاحلالي الاحتلالي في مأزق ناتجه الراهن قرب (طيران) أولمرت بسبب الفضائح المالية, وأولمرت ليس الغراب في سرب الحمام بل هو غراب ضمن اسراب من الغربان في الكيان الصهيوني-عشرات منهم وقعوا في مطبات وفضائح الفساد-من رئيس الدولة السابق إلى اللاحق-ومن الأول إلى الأخير.والمأزق الصهيوني الناتج عن الهزيمة في الجنوب اللبناني-عسكريا ومن ثم الهزيمة السياسية اللاحقة التي توجت باتفاق الدوحة وبالتطورات الجارية قدما في الساحة اللبنانية وبحيث كانت المقاومة (البند الأساس) في البيان الوزاري لحكومة الوحدة الوطنية.
إذا ًالكيان الصهيوني مأزوم والإدارة الأمريكية مأزومة والكيان الصهيوني يضغط-انتهاز لفرصة ضيقة جدا-هي المدة المتبقية لبوش في البيت الأبيض لكي تقوم الإدارة الأمريكية بتوجيه ضربة إلى إيران انطلاقا من مسألة الملف النووي الإيراني-وإن ترددت واشنطن فيمكن ببساطة أن تقوم تل أبيب بالخطوة الأولى في السباق المرسوم بحيث (تورط الإدارة الأمريكية) أو تجعلها أمام الأمر الواقع فتسارع الإدارة الأمريكية إلى المشاركة في حرب لا يعلم أحد نتائجها وتداعياتها.
الشعب الأمريكي يعي تماما هذه الحقائق-وخروجه في تظاهرات في أكثر من تسعين مدينة ليس أمراً سهلاً وزيارات الوزراء الصهاينة المتكررة لواشنطن وأحاديثهم عن الخطر الإيراني النووي وعن ضرورة التصدي لهذا الخطر يعكس سر التسارع في التسخين الإسرائيلي إلى حد (المبالغة والافراط) في انطلاق التصريحات كما في الحملات الدعائية والتحركات السياسية للأقطاب-كافة-من الليكود إلى كاديما وإلى (العمل) وكل الساعين إلى ملء فراغ غياب أو تغييب أولمرت وتنحيه عن كاديما.
المؤكد أن اخفاق (المفاوضات) والحوار بين السلطة الفلسطينية وتل أبيب ترك أثره في القرار الصهيوني إلى جانب الخشية الأكيدة على مستقبل كيان غريب هجين ومصطنع وقائم على الغزو والتدمير وعليه فهناك من يرى أن الخروج من المأزق قد لا يكون في مواجهته بروح موضوعية وصريحة بل قد تكون عملية فرار إلى الأمام باللجوء إلى لعبة خطرة جدا تخلط الأوراق كلها في المنطقة بالرغم من المقامرة الكامنة في تبني وانقاذ القرار أو جر الإدارة الأمريكية المأزومة إلى مزيد من التورط في المزيد من الحروب وخاصة أن عدوانا أمريكيا أو إسرائيليا أو أمريكيا إسرائيليا على إيران سيجعل القوات الأمريكية المحتلة في العراق في قلب الخطر من جهة ويضع الكيان الهصيوني في منطقة (القتل) من جهة أخرى.
nawafabauagiiga@yahoo.com