تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قمة روسيا-آسيان في الميزان

نوفوستي
ترجمة
الخميس 7/8/2008
ترجمة:د.ابراهيم زعير

في أواخر تموز,انعقد اللقاء الدوري السنوي لمجموعة دول آسيان,والذي يطلق عليهاأسبوع آسيان حيث يجتمع عشرة وزراء خارجية من دول آسيا,إضافة إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ,ويشارك في هذه الاجتماعات عادة ضيوف من الولايات المتحدة واليابان والصين وغيرها من الدول.

وجرى الحديث عن كيفية تطور العلاقات بين هذه الدول وإلى أين يجب أن تتطور لاحقاً,ويبدو أن الأحاديث التي جرت لا تدل على تفاؤل كبير,لأن الأمور بين روسيا ومجموعة آسيان في مجال السياسة على ما يرام,لكنها في مجال الاقتصاد ليست في أفضل الأحوال,ولاسيما حجم التبادل التجاري بين البلدان العشرة تبلغ نحو 6 مليارات دولار سنوياً وهو مبلغ ليس بكبير ولا يبعث على الاطمئنان تماماً,وخاصة في ظل هبوط سعر الدولار ويغدو بيع السلاح هو المحرك الرئيسي في العلاقات.‏

»وأسبوع آسيان «تناول مسألة التفاهم حول آفاق تطور العلاقات بين دول منطقة آسيا-المحيط الهادي-ونفس الموضوع تناوله اللقاء السابق في مانيلا وتناوله اللقاء الجديد في سنغافورة.‏

وقد أعد وزير خارجية الدولة المضيفة كما هي العادة تقريراً موجزاً,وبعد ذلك تحدث ممثل واحد عن الدول العشرة الآسيوية,وفي جميع الأحوال إن مساهمة روسيا في حل المشاكل التي تواجهها هذه المجموعة تبلغ 6مليارات دولار أيضاً وتوظف هذه المبالغ الروسية لقضايا الأمن ومكافحة الإرهاب والكوارث الطبيعية,والقسم الأكبر من هذا المبلغ من حصة اندونيسيا وماليزيا وسنغافورة.‏

فما آلية التعاون التي تنفذها هذه المجموعة ?في السابق أعدت ثلاث وثائق هامة وهي:إعلان الشراكة المشتركة ثم اتفاقية التعاون الاقتصادي وبرنامج التعاون الشامل,والآن للأعمال المشتركة ومغزاها تحديد مواعيد معينة وأسماء شخصيات مسؤولة عن تنفيذها,وتكمن فلسفة السياسة الخارجية الروسية بتنشيط شركات النفط الروسية مثل »غازبروم« و»روس نفط« وشركات أخرى متخصصة في الثروات التي تمتلكها روسيا.‏

في دول هذه المجموعة الآسيوية وهذا ما سيضمن المكاسب لروسيا ليس فقط في المجال السياسي بل الاقتصادي ومجالات التعاون الأخرى ,وإضافة إلى تأكيد ثقل روسيا الاقتصادي في هذه المنطقة .‏

وهذا سيقنع البعض أن الدور الذي تمارسه استراليا في منطقة آسيان بوصفها »حصر الغرب في الشرق« لا يخدم تماماً المصالح المشتركة لهذه الدول,رغم أن استراليا لها علاقات قوية مع هذه الدول بفضل التجارة القوية والسياحة.‏

فما الآفاق المستقبلية بالنسبة لروسيا في مجموعة »دول آسيان«? هل في مواصلة بيع السلاح?إن هذا الاحتمال وارد جداً, أم في بناء المحطات الكهرذرية في جنوب شرق آسيا?ربما بيد أن الأمر يتوقف على تطوير النشاط التجاري الروسي الواسع في هذه البلدان أو على السياحة ,ولعل الأفضل على مجموع هذه النشاطات في آن واحد ,وفي هذه الحالة فقط سيكون لروسيا حضورها القوي في حياة هذه المجتمعات وتتوطد العلاقات على قدم المساواة مع الجميع ما يفتح الآفاق الواسعة لتعاون أفضل سيكون لمصلحة روسيا وهذه البلدان في آن واحد.وإذا كانت روسيا ستصادق على خرائط الطريق في مجال تنفيذ الاتفاقيات القديمة حول التعاون فإنها تتطلع لتعاون أوسع وأكثر فائدة للجميع.‏

وتعتبر لقاءات القمة (روسيا-آسيا) بمثابة ورقة الاختبار لمعرفة الوضع وآفاقه,وإذا كانت قمة سنغافورة 2008 استكمالاً لما تم الاتفاق عليه سابقاً فإنها تفتح آفاقاً مستقبلية واعدة فروسيا وقبل ثلاثة أعوام في قمة 2005 أملت رفع مكانتها في التعامل مع»العشرة« الآسيوية.‏

واعتبرت ذلك نصراً دبلوماسياً باهراً ولا سيما شركاء آسيا الآخرين من الغرب ليس لديهم هذه الآلية للعمل والتعاون مثل »قمة آسيان-روسيا« فالولايات المتحدة لا تجري مثل هذه اللقاءات,ولكن روسيا أرادت من هذه القمم أن تكون محطات لانطلاقات جديدة ملموسة دائماً,وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد قبل ثلاثة أعوام وباللغة الدبلوماسية بالكلمات التالية :»يجب ربط لقاءات القمة مع آسيان بأحداث ملموسة وبانجازات حقيقية ومستقبلية في التعاون«.‏

طبعاً إن تغيير الرؤساء يمثل في بعض الأحيان حجة مريحة لتغيير وجه أو أسلوب السياسة الخارجية الروسية في هذا المنحى أو ذاك,ولكن إذا ما حكمنا على لقاء سنغافورة,فإن السياسة الخارجية الروسية مازالت مستمرة في عهد الرئيس ميدفيديف,لذلك فإن كل المستقبل ينتظر تعاوناً أفضل بين روسيا ودول آسيا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية