وكان فخري البارودي متعصباً للموسيقا العربية,
يرفض إدخال الموسيقا الغربية فيها, وكان على خلاف دائم مع الموسيقي يوسف بتروني الدارس للموسيقا الغربية, وفي عام 1951 تم افتتاح المعهد الموسيقي الشرقي بجهود فخري البارودي الذي تولى الإشراف عليه, وكان يوسف بتروني أحد المدرسين فيه, وكان البارودي يفرض تدريس الموسيقا في المعهد وفق مفتاح الصول التركي, أما يوسف بتروني, فكان يرغب بتدريس مفتاح الصول الغربي, لأنه يناسب العصر أكثر, وسبب ذلك الكثير من النقاش بين الاثنين.
وذات يوم جاءت فرصة ذهبية لفخري البارودي لينتقم من يوسف بتروني, فقد انتهى الدوام في المعهد دون أن يشعر بذلك يوسف بتروني الذي كان منهمكاً في بعض الأعمال الموسيقية, فلاحظ البارودي ذلك, وفي غفلة من بتروني, غادر البارودي المعهد وأغلق بابه بالمفتاح, وبعد أن انتهى البتروني من عمله, وجد نفسه وحيداً بالمعهد, وعندما هم بالخروج وجد الباب مقفلاً, فاتصل بفخري البارودي كي يحضر ويفتح له الباب, لكن فخري البارودي أجابه ضاحكاً (خلي مفتاح الصول الغربي يفتح لك الباب).
وكان فخري البارودي على صداقة وطيدة مع فارس الخوري, وجميل أن تجمع الصداقة بين اثنين تشكل الطرفة جزءاً مهماً من حياتهما.
وفي عام 1928 انتسب فخري البارودي إلى معهد الحقوق في الجامعة السورية (كلية الحقوق حالياً في جامعة دمشق), وكان وقتها نائباً في البرلمان السوري, وكان أستاذه في المعهد فارس الخوري الذي كان في نفس الوقت رئيساً لمجلس النواب.
وفي نهاية العام الدراسي دخل فخري البارودي إلى قاعة الامتحان كي يقدم الامتحان الشفهي أمام أستاذه في المعهد ورئيسه في المجلس النيابي فارس الخوري, وكان أول الأسئلة التي وجهها الاستاذ الخوري إلى تلميذه فخري البارودي:
- ما الجنون... وما تأثيره على مسؤولية فاعل الجرم?
وشعر فخري البارودي أن فارس الخوري يقصده بهذا السؤال, فأجاب البارودي:
- الجنون هو أن يأتي مثلي بهذه السن (وكان في الأربعين من عمره) ونائباً في مجلس النواب, ويعمل حاله تلميذاً ويعملك أستاذه... والسلام عليكم.
ولم يكمل البارودي دراسته في المعهد, إلا أنه استمر صديقاً لفارس الخوري.