كشف تقرير أممي مؤخرا عن تورط ولي عهد النظام, محمد بن سلمان في قرصنة هاتف جيف بيزوس, مؤسس موقع «أمازون» ومالك صحيفة «واشنطن بوست» عام 2018 لابتزازه, الأمر الذي أثار تساؤلات عديدة لدى الرأي العام العالمي حول المآرب والتوقيت الذي سبق مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي باسطنبول بخمسة أشهر, والذي يدعم تورط بن سلمان بالجريمة.
حيث أعلن مسؤولان أمميان أمس أن لديهما معلومات تشير إلى احتمال ضلوع ابن سلمان في اختراق هاتف بيزوس, وطالبا بتحقيق فوري بالموضوع.
وصدر بيان عن الأمم المتحدة يحمل توقيع كل من أنييس كالامار المقررة الأممية الخاصة المعنية بحالات الإعدام التعسفي ورئيسة التحقيق المستقل حول مقتل الخاشقجي، وديفيد كاي المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحرية الرأي والتعبير.
وجاء في البيان أن بن سلمان وبيزوس تبادلا أرقام هواتفهما قبل شهر من قرصنة هاتف الأخير، كما حدثت القرصنة في نفس الشهر الذي اخترقت فيه هواتف اثنين من المقربين لخاشقجي.
كما أوضح البيان أن البرنامج الذي استخدمه بن سلمان في قرصنة هاتف بيزوس هو برنامج «بيغاسوس» الإسرائيلي.
واعتبر المسؤولان الأمميان أن توقيت قرصنة هاتف بيزوس يدعم إجراء تحقيق حول اتهام بن سلمان بأنه أمر أو حرض على قتل خاشقجي، وأن الادعاء المتعلق باختراق الهاتف يتفق مع الدور البارز لمحمد بن سلمان في قيادة حملة ضد معارضيه.
وأضاف البيان أن تلك الاتهامات تتطلب تحقيقا فوريا.
إلى ذلك, كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس عن مصادر مطلعة على نتائج تحقيق جنائي للأمم المتحدة, أن الرسالة التي بعثها ولي عهد النظام السعودي إلى الملياردير الأميركي عبر تطبيق واتساب, احتوت على ملف خبيث اخترق هاتف الأخير.
وأوضحت الصحيفة في تقرير لها أن الرسالة المشفرة التي أرسلت من رقم هاتف ابن سلمان يعتقد أنها كانت تحوي ملفا يحمل فيروسا اخترق برمجة الهاتف المحمول لأغنى رجل في العالم حسب ما أشارت إليه التحليلات الرقمية للهاتف, وأنه في خلال ساعات من تلقي الرسالة تم استخراج الكثير من البيانات من هاتف بيزوس.
وأشار التقرير إلى أن الكشف المفاجئ لتورط ابن سلمان في استهداف الملياردير الأمريكي, سوف يثير صدمات متعددة في وول ستريت وصولا إلى وادي السيليكون في الولايات المتحدة.
وبين التقرير أن هذه الفضيحة ستطرح المزيد من الأسئلة الصعبة على النظام السعودي بخصوص كيفية قيام مجلة «ناشيونال إنكوايرار» بنشر معلومات خاصة وحساسة عن بيزوس بما فيها رسائل نصية من هاتفه النقال بعد 9 أشهر فقط من هذه الواقعة, كما أن ذلك قد يؤدي أيضا إلى المزيد من التدقيق بخصوص ما كان يفعله ابن سلمان ودائرته المقربة خلال الأشهر السابقة على اغتيال الصحفي السابق في جريدة «واشنطن بوست» التي يمتلكها بيزوس, جمال خاشقجي, والذي قتله النظام السعودي باسطنبول في تشرين الأول عام 2018 بعد عملية القرصنة بخمسة أشهر.
وكان بيزوس أوضح في وقت سابق أنه تعرض لابتزازات من السعودية, بسبب تغطية الـ»واشنطن بوست» لحادثة قتل الخاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول في 2تشرين الأول الماضي, وانتقادها حملات ابن سلمان القمعية ضد النشطاء والمفكرين.