وقال روحاني خلال اجتماع للحكومة أمس: ندعو الدول الأوروبية إلى تجنب خطأ الولايات المتحدة بانسحابها من الاتفاق النووي»، معتبرا أن واشنطن ستتلقى عقابها على خطأ انسحابها من الاتفاق.
وانتقد الرئيس الإيراني أوروبا على عدم تنفيذها أيا من التزاماتها الأحد عشر في الاتفاق النووي، وقال: الوفاء بالعهد والتاريخ والشرف أكبر قيمة من تعرفة السيارات... لا يمكن للإنسان أن ينقض عهده وشرفه لأجل تعرفة جمركية، في إشارة إلى تقارير تحدثت أن الإدارة الأميركية هددت بفرض رسوم 25% على سيارات أوروبية مستوردة إلى الولايات المتحدة في حال رفض فرنسا وبريطانيا وألمانيا اتهام إيران بخرق الاتفاق النووي.
واعتبر الرئيس روحاني أنه لن يكون للشعارات الأوروبية والأميركية والتهديدات والاجتماعات أي قيمة من دون وفاء الطرف المقابل بتعهداته، مؤكدا أن الإجراءات الأوروبية والأميركية لن تفلح في هزيمة إيران.
ولفت إلى أن طهران لا تزال داخل إطار الاتفاق النووي ولم تنسحب منه ولا تنوي القضاء عليه، مضيفا أن تقليص التزاماتنا كان وفقا للاتفاق وأنها مستعدة للعودة لتطبيق التزاماتها في حال نفذ الطرف المقابل التزاماته، كما أنها لم ولن تسعى لحيازة السلاح النووي.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع لوح عدد من المسؤولين الإيرانيين باتخاذ طهران إجراء قويا ومختلفا في حال أقدمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا على تفعيل آلية فض النزاع الخاصة بالاتفاق النووي، فيما لوح بعضهم بأن إيران قد تراجع علاقاتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتنسحب من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.
بدوره أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الدول الأوروبية لم تستطع الوقوف أمام أطماع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتهديداته.
ونقلت وكالة فارس عن ظريف قوله في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر أمس بشأن الإجراء الأخير للدول الأوروبية الثلاث بتفعيل آلية فض النزاع حول الاتفاق النووي إنه حينما باعت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا الأسبوع الماضي بقايا الاتفاق النووي للحد من زيادة رسوم حكومة ترامب على السلع الأوروبية المستوردة حذرت بأن هذا الأمر سيجعل ترامب أكثر طمعا بعد فقدان كل ركيزة وأساس أخلاقي وقانوني.
واعتبر وزير الخارجية الإيراني أنه كان من الأفضل لأوروبا أن تظهر أداء أفضل في مجال ممارسة سيادتها.
إلى ذلك أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني علي لاريجاني أن العداء الأميركي للشعب الإيراني بلغ مرحلة لم تشهدها البلاد منذ قيام الثورة الإسلامية، مشيرا إلى أن الضغوط الأميركية التي تواجهها إيران اليوم تبين أن هدفها ليس اقتصاديا فقط.
وقال لاريجاني في اجتماع مديري مكاتب منظمة الدعاية الإسلامية إن الإدارة الأميركية تمارس أقصى الضغوط ضد الشعب الإيراني لكنها كما فشلت في السابق ستفشل مستقبلا لافتا إلى أن استشهاد الفريق قاسم سليماني أماط اللثام عن وجه أميركا الحقيقي.
وفيما يتعلق بالاتفاق النووي أكد لاريجاني أن التصريحات الصادرة عن الترويكا الأوروبية فرنسا وألمانيا وبريطانيا هي مشابهة للإجراءات الأميركية وان المسؤولين الإيرانيين قاموا بالرد على تلك التصريحات.
وأوضح لاريجاني ان إيران تطالب أن يكون لها تقنية نووية شأنها شأن الدول الأعضاء في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية ان بي تي.
في الأثناء انتقد رئيس مكتب الرئاسة الإيرانية محمود واعظي قرار فرنسا إرسال حاملة طائرات إلى منطقة الخليج، معتبرا أن ذلك لن يعود بالأمن والاستقرار على هذه المنطقة.
جاءت تصريحات واعظي عقب اجتماع الحكومة أمس حسبما أفاد التلفزيون الرسمي، وأشار خلالها إلى أن حضور الدول الغربية وعلى رأسها أميركا في منطقتنا يهدد سلمها واستقرارها، وفق ما ذكرته وكالة سبوتنيك.
وأضاف واعظي»على دول المنطقة اتخاذ القرارات الصائبة لحماية المنطقة وضمان أمنها واستقرارها.
وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون قد أعلن أن باريس قررت إرسال حاملة طائرات شارل ديغول بدءا من كانون الثاني وحتى نيسان، لدعم عمليات الجيش الفرنسي في الشرق الأوسط.
وقال الرئيس الفرنسي في خطاب بمناسبة العام الجديد للجيش الفرنسي: إن حاملة الطائرات شارل ديغول ستعمل على مساعدة عمليات الشمال في الشرق الأوسط، قبل الانتشار في المحيط الأطلسي وبحر الشمال.