إليه حتى مع كل المعاناة التي باتت في ازدياد وتشكل حملاً وعبئاً ثقيلاً على المواطن لتأمين متطلبات عيشه اليومي.
إذ بدت لافتة جداً تلك المبادرات التي سجلت تحت شعار حملة ليرتنا عزتنا التي انتقلت من محافظة إلى أخرى ولتشمل مناطق عدة شعاراتها عروضاً متنوعة متفاوتة المستوى والنتائج، لكن الهدف واحد وهو دعم الليرة السورية حيث البيع فقط بعملة الليرة المعدنية الواحدة لتأمين بعض مستلزمات المواطن والتأكيد على التعامل بالليرة السورية وثباتها تجاه التغيرات الاقتصادية ما أمكن.
كما أن المشهد اليومي لتتبع تلك المبادرات ضمن إطار تنفيذ الحملة يوضح التفاعل والتنافس الملفت بين العديد من المحال التجارية وأصحاب الفعاليات الاقتصادية وحتى البائعين البسطاء في أسواق شعبية ومناطق ريفية ممن قدموا عروضاً متنوعة لاقت الإقبال من المواطنين الذين يفتخرون ويعتزون بقيمة الليرة السورية مهما وصل إليه الدولار من ارتفاع أسعار صرف، وما عكسته الظروف من معاناة اقتصادية خانقة واستغلال تجار الأزمات والمحتكرين لزيادة هذه المعاناة والأعباء.
فكثيرون من أصحاب المحال التجارية والصناعية والمهن المختلفة والصيدليات والمطاعم والأفران والعيادات الطبية وأعمال البيع والشراء ومراكز تدريبية وحرفيين ووسائل نقل واتصالات، ومحامين كثر اعتذروا عن الدفاع عن متهمين بقضايا المضاربة والتجارة بالدولار، وغير ذلك كثير انضموا للمبادرات وأطلقوا عروضهم تحت شعار البيع بليرة سورية واحدة.
ذلك كله في رسالة تؤكد الشراكة في خدمة الوطن والإصرار على الصمود والصبر لمواجهة أقسى وأصعب الظروف الاقتصادية والحصار الاقتصادي المفروض. بالمقابل ورغم كل تلك المبادرات التي لاقت القبول والإقبال من كثير من المواطنين لا يزال هناك واقع مرير لمشهد الأسواق والتجار حيث ارتفاع الأسعار والتباين فيها، وعدم ضبط الفوضى والعشوائية التي يمارسها كثيرون من الباعة وتجار السوق ليحصدوا مزيداً من الأرباح على حساب المواطن الذي يبقى لا حول له ولا قوة في مواجهة كهذه هو بالنهاية الخاسر الوحيد فيها.