إنه الحقيقة الأجمل والأهم في الحياة، إنه الإنسان التحفة الأميز.. هذا ما حاول التركيز عليه العرض المسرحي (التحفة) من تأليف أحمد خنسه، إعداد وإخراج جمال نصار على صالة مسرح القباني بدمشق.
حمل العرض المسرحي (التحفة) الذي اتجه إلى عالم الطفولة السلاسة والبساطة والمحاكاة المقنعة، فأصبح قريبا من عالم الطفل ومفاهيمه بامتياز، حيث اتصفت جميع عناصر العرض بتقنيات مدروسة بعناية إلى حد جعل المتلقي الطفل، يعيش بين تفاصيلها، يشارك في رسمها وسيرورتها، خطوة بخطوة، وذلك بفضل مهارة صانعي العرض، حيث أتقنوا وفق أسلوبية فنية متميزة كيفية جذب ذاك الطفل إلى قصتهم، التي حملت مشاكل كثيرة متخيله تصاعدت واتسعت وتشابكت خطوطها ومحاورها، كي تلفت الأنظار إلى ضرورة بناء الإنسان بالشكل الأمثل مشيرة إليه بكونه التحفة التي لا يعلى عليها، وهو المعول عليه في بناء الأوطان.
تمسك كل معطى مسرحي في العرض بكل ما يرغب به الطفل، ليستثمره بجدارة لافتة في عالم مسرحه المحبب.. بدءا من النص إلى القصة إلى الأحداث إلى الأسلوب الفني الذي ترجم كل ذلك بطريقة ترفيهية مسلية، ليمكنه أخذ الطفل إلى عوالمه، ويكون مشاركا فعليا في صناعة أحداثه، وذلك بحضور بيئة درامية تأخذه إلى أجوائها وخياراتها ورؤيتها.
امتلك العمل معطيات متوازنة فيما بينها، فكان الحوار والغناء والرقص والأداء التمثيلي، وقد ترجم كل ذلك بمرونة ورشاقة، تحلت فيها كل من تلك العناصر، وهذه الصفة تحديدا قادرة على حمل الطفل على أجنحة الخيال والعيش في عوالم من ترفيه، يجذبه ويعلمه، وقد تكاتفت كل تلك العناصر لإبداع فضاء مسرحي، يسرح الطفل في تفاصيله الجميلة، متمثلا قيمه الجمالية التي حملها في أكثر من اتجاه تربوي وأخلاقي وإنساني.
العرض المسرحي التحفة من تمثيل: مأمون الفرخ، باسل الرفاعي، موفق الأحمد، غسان الدبس، بسام ناصر، علي القاسم، سليمان قطان.