محمد بسام ريحان عضو مجلس إدارة الجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية في دمشق ويعمل في مجال رسم وزخرفة الزجاج والسيراميك منذ أربعين عاماً ،بين «للثورة» أن حرفة الرسم والزخرفة على الزجاج والسيراميك قديمة منذ زمن الفينيقيين الذين كان لهم الفضل في اكتشاف مادة الزجاج على سواحل البحر الأبيض المتوسط ،وتمّ اكتشاف الزجاج الأرجواني و استخدامه في صناعة الأواني الزجاجية المستعملة من كاسات وأوان وتحف ،وكانت تتم زخرفة الزجاج بالزجاج نفسه بإضافة الأوكسيد لتلوينه واستعماله لإعطاء القطعة الزجاجية ألواناً عديدة من أزرق وفيروزي وأبيض وأصفر وأخضر والكثير من الألوان ، وعُرِف بالزجاج الفينيقي الأرجواني، مضيفاً: مع تقدّم الحضارات والعصور أصبحت كل حضارة تُضيف شيئاً جديداً لهذه الحرفة التراثية السورية وصولاً إلى عصرنا الحالي.
كما أوضح ريحان أن الأكثر استخداماً في هذه الحرفة هي الأدوات التقليدية وهي عبارة عن فراشي رسم وزخرفة وبودرة تلوين من المشتقات النباتية لتلوين الزجاج وزخرفته ، ونظراً للطلب على هذه الحرفة دخل التطوير بأدوات بسيطة مثل الطباعة بالشاشات الحريرية وفرن شوي لتثبيت الألوان كي لا تتأثّر بالاستعمال المنزلي (المينا الحرارية) وهي عبارة عن استعمال ألوان حرارية تُثبَّت بالفرن بإضافة بعض المواد المخصصة لهذا العمل ، وأشار إلى أن بعض الأعمال التي يتم إنتاجها يستخدمها حرفيو صناعة الثريات مثلاً في الكلوبات.
وبيّن ريحان وجود صعوبات كثيرة تواجه هذه الحرفة من بينها عدم توفر المواد الأولية كالألوان وأكاسيد التلوين وكذلك وضع الكهرباء التي تحد من الانتاج في بعض الأوقات ، والمهنة تُلاقي حالياً رواجاً في الأسواق لكن إقبال المواطن السوري عليها يتأثّر بالوضع الاقتصادي ،وتحتاج الحرفة إلى ترويج وأسواق خارجية وسياح ،كونها تعتمد على السيّاح أكثر فهي تُمثّل التراث الدمشقي والحضارة السورية.
وحول المشاركات في المعارض المتنوعة، ذكر ريحان أنّ العام الماضي شارك في معارض داخلية ودولية وكذلك بمعارض وزارتي السياحة والثقافة بالتعاون مع الاتحاد العام للحرفيين واتحاد دمشق للحرفيين والجمعية الحرفية للمنتجات الشرقية.