حيث نعيش منذ أسابيع برد كانون . هدير الرعد ،زمجرة الرياح ،قرع حبات المطر على زجاج النوافذ ،فصل شتوي بامتياز .
أناملهم الصغيرة لم تستطع رد وخزات البرد وعجزت السبابة والإبهام عن التقاط الأقلام لتثبيت معلومة ، وانخفض مستوى الاستيعاب مع انخفاض درجة الحرارة ،وافتقاد دفء وقود يقدح زناد العقل لإطلاق مهارات التفكير ،من استنتاج وتحليل وفهم .
معاناة شتوية طلابية تتكرر في أغلب مدارسنا بسبب ربما تأخر وصول مخصصاتها من المحروقات أو عدم كفايتها ،وبالتالي انعدام العدالة في التمتع بالدفء من صف لآخر..وبين الغرف الادارية أيضا .الأمر الذي يدفع بعض العائلات منع صغارها من الالتزام بالدوام المدرسي وتغيبهم خوفا على صحتهم ،وهؤلاء يرون في البيت حضنا دافئا ولو افتقد لدفء الوقود.
ومع أهمية تأمين دفء الوقود واهتمام جدي من الوزارة اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتوفير المخصصات اللازمة، علما أن المدارس مستثناة وفق القرار الصادر عن رئاسة مجلس الوزراء بتخفيض الاعتمادات المخصصة لمازوت التدفئة ، إلاّ أن هناك دفئا آخر لتلك القلوب البريئة يمكن لنا أن ندعمهم به ،هو دفء مشاعر الحب والأمان والطمأنينة والثقة ينتقل إليهم ، من معلم يحتال على برودة الطقس بأحلامهم الوردية الدافئة ، ومعلم آخر ما فتىء يذكرهم بأبطال صامدين شامخين يحرسون الوطن في القرّ والحر.