عندما ظهر كولن باول وزير الخارجية الأميركي الأسبق وقال بشكل صريح وواضح إن بلاده دخلت العراق من اجل أن تكون منطلقا لإعادة رسم خارطة المنطقة بصورة تواكب مصالحها ومصالح حلفائها المتجددة في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، مضيفة أن المشهد نفسه تكرر خلال عدوان تموز على لبنان في العام 2006 عندما أعلنت كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية السابقة عن مشروع الشرق الأوسط الجديد أو (الفوضى الخلاقة) القائمة على إثارة الفوضى والانقسام والحروب في الدول العربية.
وقالت الإعلامية السعيد التي تزور سورية ضمن وفد إعلامي مصري للاطلاع على حقيقة الأوضاع ونقل الصورة بكل أمانة وصدق في تصريح خاص للثورة : إن سورية تعني الكثير بالنسبة لجميع العرب إلا أنها تعني الكثير الكثير بالنسبة لمصر بسبب تلك الروابط المشتركة القائمة على وحدة الدم والمصير والتاريخ بين شعبي البلدين مضيفة أنها عندما تأتي الى سورية لا تشعر بالغربة ذلك أن الطبيعة البشرية التي تجمع السوريين والمصريين واحدة .. فأن تكون في دمشق يعني أن تكون في القاهرة .
وأوضحت السعيد أن ما يجري حرب إعلامية شعواء تديرها أمريكا وإسرائيل وتسير في ركابها بعض الدول العربية التي استولت على منظومة الجامعة العربية والتي ساهمت الى حد كبير بتصعيد الأزمة في سورية من خلال جملة من الخطوات والقرارات غير المبررة التي صدرت خلال أيام والتي كنا نتمنى أن تكون موجهة الى الكيان الإسرائيلي والتي سبقتها سلسلة من الضغوطات المتواصلة التي تهدف في نهاية المطاف الى فتح الأبواب أمام التدخل الخارجي، إضافة الى تلك التصرفات المريبة التي قام بها نبيل العربي أمين الجامعة العربية عندما دعا ما يسمى بالمعارضة السورية الى الاجتماع بالقاهرة، مضيفة أن الجامعة العربية لعبت دورا غربيا بامتياز في الأزمة السورية عندما قامت بسلخ سورية عن منظومة العمل العربية وبتر دورها العربي والوطني الذي يشكل الحصن الحصين لكل العرب والوطنيين الأحرار في العالم .
وأكدت الإعلامية سناء السعيد أن سبب استهداف سورية يعود لأنها صنفت من قبل أمريكا وإسرائيل دولة ممانعة ومقاومة ترتكز في سياساتها على الندية مع كل دول العالم وتحديدا الولايات المتحدة والغرب .
ودعت السعيد في ختام حديثها الشعب السوري الى الصمود والتكاتف والتحلق حول الوطن لإحباط هذه المؤامرة التي تستهدف كل أبناء الشعب السوري، متمنية أن تنجلي هذه الغمة وأن تخرج سورية أكثر صلابة وقوة من قبل .
بدوره أكد الكاتب والمحلل السياسي المصري إلهامي المليجي أن ما يجري ليس إلا مؤامرة تستهدف سورية المقاومة والعربية التي تمثل القاعدة الرئيسية والصلبة لكل العرب بشكل عام وللمصريين بشكل خاص الذين يعتبرون أن امن سورية من امن مصر فهي تشكل بالنسبة لهم البعد الأمني و الإقليمي .
وعن مشاهداته خلال تجواله في الأحياء والأسواق والشوارع الدمشقية .. قال المليجي : إن ما شاهده الوفد المصري كان مفاجئا للغاية حيث وجد ان كل شيء طبيعي ومغاير لتلك الصورة التي رسمتها بعض القنوات العربية المغرضة ،حيث كانت دمشق تنعم بالهدوء والاستقرار والطمأنينة ولا يوجد أي مظاهر غير مألوفة أو غريبة .. مضيفا انه زار والوفد المرافق صباح أمس مدينة درعا وتجول في شوارعها واسواقها وتحدث الى بعض المواطنين حيث بدا كل شيء طبيعيا وعاديا ،واستغرب المليجي الوقاحة التي وصلت إليها قنوات الفتنة والتحريض حيث شاهد عقب عودته من درعا خبرا على قناة الجزيرة مفاده أن هناك قتلى وجرحى في المدينة وهذا مالم يشاهده والوفد على ارض الواقع أبدا خلال زيارته للمدينة.
وانتقد المليجي بعض الأدوار العربية التي أصبحت بين ليلة وضحاها مدافعة عن الحرية والديمقراطية ،متسائلا في الوقت ذاته (كيف لفاقد الشيء أن يعطيه.. ؟) وكيف للجامعة العربية التي لم نترجى منها خيرا في السابق والتي كانت أداة لدخول الاستعمار الأميركي والغربي الى بعض البلدان العربية كما فعلت في ليبيا أن نترجى منها خيرا في الحاضر ، مؤكدا أن ما فعله نبيل العربي أمين الجامعة العربية بحق سورية كان صدمة لكل الوطنين والأحرار.
وقال المليجي: إن المعارضة الحقيقية لا تكون خارج حدود الوطن بل تكون في داخله ومن يريد أن يعارض عليه أن يدفع الثمن داخل وطنه لا أن ينظر ويحرض ويطالب باحتلال وطنه ثم يقبض ثمن خيانته وثمن دم السوريين بالعملة الصعبة .
يذكر أن الإعلاميين السعيد والمليجي هما ضمن وفد صحفي مصري يزور سورية يضم 13 إعلاميا وكاتبا ومثقفا للاطلاع على واقع الأحداث على الأرض ونقل الصورة الحقيقية للعالم الذي يعيش في دائرة مغلقة من الخداع الإعلامي والسياسي الغربي والعربي لحقيقة ما يجري في سورية.