تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أبناء الجولان في ذكرى الضم الظالم يؤكدون رفضهم القرار وتلاحمهم مع قيادتهم وشعبهم في مواجهة المؤامرة

دمشق
سانا
الصفحة الأولى
الخميس 15-12-2011
أكد أبناء الجولان العربي السوري المحتل في ذكرى اصدار سلطات الاحتلال الاسرائيلي قرارها الباطل بضم الجولان بتاريخ الرابع عشر من كانون الاول عام 1981 تلاحمهم وتضامنهم مع قيادتهم وشعبهم في مواجهة المؤامرات التي تحاك ضد وطنهم الام سورية.

وأكد الشيخ عاطف شعلان من قرية عين قنية بالجولان المحتل رفض أهالي الجولان للقرار ومواصلتهم مقاطعة سلطات الاحتلال والمتعاونين معها والتأكيد على تحريم التعامل معها في الاخذ والعطاء والبيع والشراء ورفض الاجتماع بها وتحريم التحية على كل من يتعاون معها.‏

من جانبه أكد الشيخ سلمان المقت من قرية مجدل شمس رفض أهالي الجولان المحتل قرار الضم الجائر ووقوفهم الى جانب سورية قيادة وشعبا في وجه ما يحاك ضدها من مؤامرات.‏

ولفت الشيخ المقت الى تنظيم احصاء فردي دقيق يلتزم من خلاله جميع المواطنين العرب السوريين من أبناء الجولان السوري المحتل برفض جنسية الاحتلال الاسرائيلي واجراءاته.‏

بدورها قالت أم طلال احدى الامهات السوريات اللواتي حرمهن الاحتلال من أبنائهن في الوطن الام سورية.. ان الاضراب العام الذي جاء ردا على قرار الضم يمثل علامة فارقة في تاريخ المسيرة النضالية لاهل الجولان فهذا الاضراب يأتي تأكيدا وتثبيتا لانتمائنا الذي لا يقبل الشك أو اللبس وفي هذه الفترة تحول النضال من أمر خاص خلف الستار الى نضال جماهيري جمع كل أهل الجولان.‏

وأكدت أم طلال أن سلطات الاحتلال هدفت من خلال قرار الضم الى اجبار أهالي الجولان على تسلم الهوية الاسرائيلية واحباطهم لمنعهم من مواجهة مخططات الاحتلال وكانت النتيجة برد جماهيري قوي جدا حيث دام الاضراب العام ستة اشهر وكان جيش الاحتلال قد حاصر قرى الجولان لمدة ثلاثة أشهر وفاق جنود الاحتلال عدد السكان وعلى الرغم من هذا كله استمر النضال وتصاعد والفضل بذلك كله يعود لثبات ومقاومة أهالي الجولان.‏

ومنذ احتلال الجولان السوري عام 1967 سعت سلطات الاحتلال الى ضمه وفي شهر اب عام 1968 أرسل نائب رئيس حكومة الاحتلال ايغال الون الى رئيسه ليفي اشكول رسالة قال فيها ان الاوان قد ان لاتمام ضم الجولان الى اسرائيل بواسطة سريان مفعول القانون الاسرائيلي في الجولان.. ولكن خطوات الضم بدأت عام 1977 حين بدات سلطات الاحتلال بالتمهيد لضم الجولان رسميا وفرض الهوية والجنسية الصهيونية على الموطنين العرب السوريين فيه ومارست ضغوطات متنوعة لتحقيق ذلك واستمر هذا خلال عامي 1978/1979.‏

وبتاريخ 16 كانون الثاني عام 1979 اجتمع مواطنو الجولان وأصدروا بيانا وطنيا قرروا فيه بالاجماع رفض المشروع الداعي لتسليم أبناء الجولان هويات اسرائيلية رفضا باتا والتأكيد مجددا والاعلان أمام الجميع انه مهما طال الاحتلال فلن يتنازل أبناء الجولان عن هويتهم كونهم عربا سوريين حتى يأتي يوم الجلاء والعودة الى احضان الوطن الام.‏

ومع استشعار المواطنين السوريين في الجولان بدء تطبيق اجراءات الاحتلال الممهدة لعملية الضم جمعوا صفوفهم ورفضوا التخلي عن هويتهم الوطنية وتنادوا الى عقد اجتماع في قرية مجدل شمس في أواخر عام 1980 حضره وجهاء الجولان وعدد كبير من أبنائه وأصدروا بيانا أسموه الوثيقة الوطنية وأبلغوه الى الامين العام للامم المتحدة ووسائل الاعلام العالمية التي استطاعوا الاتصال بها.‏

واستهل المؤتمرون وثيقتهم بالقول: نحن المواطنين السوريين في الجولان السوري المحتل نرى لزاما علينا أن نعلن من أجل الحقيقة والتاريخ حقيقة موقفنا من الاحتلال الاسرائيلي ودأبه المستمر لابتلاع شخصيتنا الوطنية ومحاولته ضم الجولان المحتل حينا وتطبيق القانون الاسرائيلي علينا حينا آخر وجرنا بطرق مختلفة للاندماج بالكيان الاسرائيلي وتجريدنا من جنسيتنا العربية السورية التي نعتز ونتشرف بالانتساب اليها ولا نريد عنها بديلا وهي التي ورثناها عن أجدادنا الكرام الذين تحدرنا من أصلابهم وأخذنا عنهم لغتنا العربية التي نتكلمها بفخر واعتزاز.‏

وبعد هذه المقدمة تبنى الاجتماع مجموعة من المبادئ والقرارات كان أولها أن الجولان المحتل جزء لا يتجزأ من سورية العربية والجنسية العربية السورية صفة ملازمة لابناء الجولان لا تزول بل تنتقل من الاباء الى الابناء وثانيها عدم الاعتراف بأي قرار تصدره اسرائيل من أجل ضم الجولان الى الكيان الاسرائيلي وثالثها عدم الاعتراف بشرعية المجالس المحلية والمذهبية لانها عينت من قبل الحاكم العسكري الاسرائيلي ورابعها أن كل شخص من الجولان السوري المحتل تسول له نفسه استبدال جنسيته العربية السورية بالجنسية الاسرائيلية يسيء الى كرامة أبناء الجولان عامة وشرفهم الوطني وانتمائهم القومي ودينهم وتقاليدهم ويعتبر خائنا لسورية.‏

كما قرر المجتمعون أن كل من يتجنس بالجنسية الاسرائيلية مطرود من الدين ويحرم التعامل معه أو تزويجه الى أن يقر بذنبه ويعود عن خطئه.‏

وابان صدور قرار سلطات الاحتلال بضم الجولان السوري المحتل أعلن المجتمع الدولي رفضه قرار الضم باعتباره مخالفا لكل القوانين الدولية حيث رفض مجلس الامن الدولي في قراره رقم 497 في 17 كانون الاول عام 1981 هذا القرار مع العلم أن وثائق الامم المتحدة والمنظمات الدولية الاخرى تشير الى الجولان باسم «الجولان السوري المحتل».‏

وقد أكد مجلس الامن في قراره أن الاستيلاء على الاراضي بالقوة غير مقبول بموجب ميثاق الامم المتحدة واعتبر قرار اسرائيل ملغيا وباطلا ودون فعالية قانونية على الصعيد الدولي وطالبها باعتبارها قوة محتلة أن تلغي قرارها فورا.‏

وشدد القرار الدولي على أن جميع التدابير والاجراءات التشريعية والادارية التي اتخذتها أو ستتخذها اسرائيل بهدف تغيير طابع الجولان السوري المحتل ووضعه القانوني ملغية وباطلة وتشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي واتفاقية جنيف المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب وليس لها أي اثر قانوني.‏

كما طالب القرار الدولي اسرائيل بالكف عن فرض الجنسية الاسرائيلية وبطاقات الهوية الاسرائيلية على المواطنين السوريين في الجولان المحتل ووقف التدابير القمعية التي تتخذها ضد سكانه العرب السوريين.‏

وفي أعقاب صدور قرار الضم أصدرت حكومة الجمهورية العربية السورية بيانا بتاريخ 14/12/1981 نبهت فيه الرأي العام العربي والمجتمع الدولي الى خطورة ومنعكسات هذا الاجراء على الامن والسلام في المنطقة والعالم وخرقه لقرارات الامم المتحدة بما فيها القرار 338.‏

وقال البيان ان هذا القرار الاسرائيلي يعني ضم الاراضي السورية المحتلة وشن حرب على سورية والغاء لوقف اطلاق النار مؤكدا أن القرار الاسرائيلي يؤكد السياسة العدوانية والتوسعية للكيان الصهيوني العدواني ويكشف أي سلام يريده هذا الكيان مضيفا ان حكومة الجمهورية العربية السورية ستواجه هذا الامر انطلاقا من مسؤولياتها الوطنية والقومية ولن تدخر جهدا من اجل الدفاع عن أرضها ومصالحها الوطنية والقومية.‏

وبعد أن صدر قانون ضم الجولان تنادى المواطنون السوريون في الجولان المحتل الى عقد اجتماعات متتالية للاتفاق على مواجهة هذا العدوان الجديد ثم قرروا اعلان الاضراب العام بدءا من 14 شباط عام 1982 بعد أن ظهر لهم رفض اسرائيل وتعنتها تجاه الانصياع الى قرارات الامم المتحدة التي طالبتها بالغاء القانون.‏

وبدأ الاضراب العام في الموعد المحدد وأغلقت جميع المتاجر والمكاتب والمدارس أبوابها ولم يتوجه العمال الى أعمالهم على الرغم من تهديد سلطات الاحتلال الاسرائيلي للمعلمين من أبناء الجولان المحتل بطردهم من وظائفهم وتسلم مئات العمال رسائل فصل من العمل.‏

واستمر الاضراب الكبير الذي بدأ في 14 شباط نحو ستة أشهر متتالية وما يزال أهالي الجولان المحتل يحتفلون به سنويا حتى اليوم كرمز لنضال الجولانيين ضد وجودهم تحت الاحتلال بعيدا عن احضان وطنهم الام سورية.‏

وفي سياق الفعاليات التي ينظمها أبناء الجولان المحتل منذ احتلاله وحتى أمس جاءت فعالية «بصمة وطن» التي أقيمت أمس الأول في الجولان المحتل تأكيدا على بصمة اهلنا رفضا لقرار الضم وتأكيدا للعالم بأن الجولان سوري وأنهم يفدون وطنهم الام سورية بالدم وسط حضور كبير وحماسة فاقت التوقعات لهذه الفعالية التي انطلقت من بقعاتا مرورا بمسعدة وعين قنية وبحضور وفد من القدس المحتلة وفلسطينيي الاراضي المحتلة عام 1948 وشخصيات من قرى الكرمل.‏

وكانت هذه الفعالية قد بدأت بالنشيد العربي السوري والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء ثم بكلمات خطابية بدأ بعدها المشاركون يبصمون على العلم السوري باللونين الاحمر والاسود وكان من اللافت أن العشرات منهم لم يكتفوا بالبصمة بالالوان بل أصروا على أن يبصموا بدمهم تعبيرا عن وفائهم لوطنهم الام سورية وتصميما على التحرير والعودة اليها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية