تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


موفق قات:يرون أعمال الأطفال هامشية

فنون
الأحد 13/4/2008
فؤاد مسعد

تعتبر سينما الرسوم المتحركة من أحدث الفنون وتكمن أهمية فيلم الكرتون بأنه يسمح لمنجزه تحقيق شطحاته الإبداعية مهما كانت,

ولعل أهم خاصية يتمتع بها هذا الفيلم بأنه قد يحمّل ما لا طاقة لفيلم آخر أن يحمله, ومن أهم المشتغلين في هذا المجال في سورية الفنان المبدع موفق قات الذي رسم وأخرج العديد من أفلام الرسوم المتحركة منها ( حكاية مسمارية,ألف صورة وصورة, مذكرات رجل بدائي) كما أخرج أول فيلم كرتوني سوري ينفذ بواسطة الكمبيوتر عام ,1994 ونال مجموعة من الجوائز.. عديدة هي المحاور في حديثنا معه, ولتكن البداية من جديده, يقول:‏

وافقت المؤسسة العامة للسينما مؤخرا على سيناريو ( الوصية الحادية عشرة) الذي أعمل عليه منذ ثلاث سنوات محاولاً تجميع وتكثيف الأفكار في السيناريو, ولدي اعتقاد أنه آخر فيلم سأحققه, وأعتقد أن هذا الفيلم الذي سأضع من خلاله إمكانياتي كلها سيكون قفزة نوعية في عملي, حتى إنني تكلمت مع عدد من الزملاء المشتغلين في هذا المجال لنتعاون كي ننجز انعطافاً أو نحقق اللبنة الأولى في سينما الكرتون السورية.‏

- ما المقصود بعبارة ( كي ننجز انعطافاً)?‏

--أن نقدم إنجازاً عالمياً, بمعنى أن يشعر كل من سيرى الفيلم أن هناك اختصاصيين وفنانين في سورية مستواهم يوازي المستوى العالمي في مجال أفلام الكرتون.‏

- ما الفكرة التي تنطلق منها في ( الوصية الحادية عشرة)?‏

--انقسم العالم في العصر الحديث إلى مادي وروحي وأصبح أكثر الناس يركضون وراء المادي, ومن خلال الفيلم ستظهر سفينة نوح, والمكان الرئيسي للعمل هو شاطىء البحر الذي يضم جميع الأفكار والأجناس أي إنني أخلط الحضارة الحديثة كلها على هذا الشاطىء ونوح هو من يبني سفينته من الخشب الحنون ويدعو الناس كلهم ليصعدوا إليها ولكن لا يصعد معه إلا الحيوانات, وبعد قليل تأتي بارجة من الحديد وهي حاملة طائرات ضخمة جداً فيصعد إليها الناس كلهم وتظهر سفينة نوح قزمة أمامها,والفكرة هي أن الناس كلهم يتجهون نحو القوة ويتركون الروح, كما سيظهر في الفيلم كلب معدني يعوي دائماً وكأن الآلة باتت هي الأساس وبالطبع هناك العديد من الأفكار الأخرى.‏

- إلى أي مدى العنصران المادي والتقني مهمان لإنجاز فيلم كرتوني جيد?‏

--قدمت أفلاماً حصدت من خلالها العديد من الجوائز العالمية وحققت صدى جيداً على مستويي النقاد والناس ولكن دائما كان لدي إحساس أن إمكانياتي وإمكانيات الفريق الذي يعمل معي هي أعلى بكثير, ومن هذا المنطلق أقول:إن الأفلام التي قدمناها بكل بساطة وميزانيات متواضعة حققت ما حققته فما بالك إن كان هناك دعم لسينما الكرتون, عندها سيكون الإنجاز عالمياً.‏

- كيف ترى مستوى أفلام الكرتون في سورية... وإلى أي مدى هناك تأثر بأنماط كرتون أخرى كالنمط الياباني?‏

--هذا الموضوع يشغلني جداً لأن 90% من الجيل الشاب تقريباً يقع تحت تأثير المدرسة اليابانية في الرسوم المتحركة التي تدعى ( الأنيمية) والكوميكس الياباني الذي يدعى ( المنغا) وهذا أمر سيئ, فاليابان تأثرت بداية بالأميركيين وبأوروبا الشرقية ولكنها في النهاية قدمت مدرستها الخاصة, فينبغي أن نبحث عما يرتبط بطبيعتنا وأنا هنا لا أقول أن ننجز فيلماً تراثياً, فيكفي أن ننزل للشارع ونأخذ الموضوعات والتفاصيل منه حتى ننجز سينما محلية.‏

- يقول دوشان فوكوتش ( تبدأ سينما الكرتون هناك حيث تنتهي جميع الفنون) كيف هو واقع الحال لدينا, وهل نستغل هذا الأمر بشكل صحيح?‏

--أصعب فن هو الخيال, ولكن الخيال دائماً له أساس واقعي فعندما كتبت عن نوح هو ابن المنطقة ومن تراثنا, ولكن قدمت إسقاطاً للفكرة أي كيف يمكن أن يتصرف نوح إن كان حاضراً في زماننا هذا? وبالتالي تحمل سينما الكرتون أصعب الأفكار وأسهلها, لأنه لا حدود لها, فعندما تعجز جميع الفنون يمكن لسينما الكرتون أن تحقق الفكرة التي تريد.‏

- إذاً أفلام الكرتون تجاوزت في حدودها فكرة أنها مخصصة للصغار لتحمّل بأفكار سياسية وتقدم للكبار?‏

--سينما الكرتون هي أسلوب فني يقسم بشكل عام إلى قسمين, أفلام كرتون للصغار وأخرى للكبار إضافة إلى قسم ثالث وهو أفلام كرتون وثائقية بمعنى إن أرادوا شرح آلية عمل الآلة البخارية فيمكن أن نفعل ذلك عبر الكرتون, لكن إن تكلمنا عن سينما الأطفال فأكثر أفلام الكرتون التي تنجز هي إنتاج القطاع الخاص, بينما التلفزيون السوري الذي يملك دائرة للرسوم المتحركة منذ عشرين عاماً لم ينتج دقيقة واحدة, وكلما قلنا إنه ينبغي إنجاز سينما كرتون وطنية بمعنى أن يشرف القطاع العام على هذا الجزء تشعر أن الأمور تؤجل, وأرى أن أطفالنا الذين ينشئون على أفلام ميترو غولدن ماير والأفلام اليابانية سيشكلون بعد عشرين سنة جيلاً ثقافته مختلفة عن ثقافتنا,وأنا لست ضد الثقافات الأخرى ولكن لتأخذ من الثقافات الأخرى يجب أن تمتن وتثبت جذورك من خلال إنجاز سينما وطنية فتضع لأطفالك شيئاً من البيئة فتصبح لديهم قيم جمالية من البيئة وليس قيماً جمالية يابانية أو أوروبية غربية!‏

أتوا منذ عشرين سنة بأجهزة ثمنها أربعون مليون ليرة أصبحت الآن ( خردة) وكانت هناك فكرة أن يأتوا بأجهزة حديثة لكن منذ أربع سنوات وهم يناقشون الأمر, ولكن أهم من ذلك كله هو القرار في دعم أفلام الرسوم المتحركة, فلماذا لا تخصص ميزانية مستقلة لهذه الدائرة? لو دعمت دائرة الرسوم المتحركة في التلفزيون السوري منذ تأسيسها لكان الفيلم الكرتوني السوري كالدراما السورية مطلوباً في الوطن العربي كله.‏

سبق وقدمت منذ سنتين لدائرة الرسوم المتحركة مع الأستاذ أحمد معروف سيناريو مسلسل كرتوني طويل وتمت الموافقة عليه وميزانيته جاهزة ومنذ ذلك الوقت هو جامد في مكانه, ولا أعرف إلى متى يمكن أن نؤجل عمل سينما الكرتون في التلفزيون السوري, وبالمناسبة قسم الأطفال في التلفزيون لديه مشروع كرتون جديد لكن توقف عند الميزانيات وكأنه يتم النظر لأعمال الأطفال على أنها أعمال هامشية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية