|
رعب ...أفلام الكرتون..! فضائيات أم أنه فعلا فيلم كرتوني موجه للأطفال? فالألوان السوداء والكحلية تغطي الشاشة والوجوه المرعبة والحيوانات والصوت الموسيقي الذي يشابه تماما أصوات أفلام الرعب كلها تعني أنني أتابع فيلما ليس موجها للأطفال, لكن الأشخاص رغم صورتهم المرعبة هم أطفال وجوهر الحكاية لعمر الأطفال ما جعلني أتساءل مع من حولي لأتأكد, وما عرفته أنها (مغامرات ليف) وهو فيلم كرتوني يعرض على قناة المحور صباح الجمعة مخصص للأطفال. لكن أي أطفال تخصص لهم هكذا برامج هل هو الطفل الذي دون الثامنة عشرة أم الطفل الذي تجاوز الثامنة عشرة? فأنا وقد تجاوزت الثامنة عشرة بكثير لم أستطع فهم ما يجري بل أعترف أني ارتعبت من مشاهد كثيرة كما أرتعب من أفلام الرعب التي أحاول دوما عدم متابعتها, فكيف وهذا موجه للأطفال في أوقاتهم ما يمنع حتى الأهل من الاعتراض .فالوقت وقتهم والبرنامج برنامجهم فلا حجه للأهل ألا يسمحوا لأطفالهم حضور هكذا أفلام رغم العنف والرعب والحزن والأصوات التي تغلفها ما أعادني فورا الى أفلامنا (توم سوير), (السندباد ) (حكايات عالمية ) (الأوسكار ) (افتح ياسمسم ) (هيا نلعب ) وغيرها كثير من البرامج والأفلام التي كنا نتابعها وننتظرها بكل شغف كانت تبكينا أحيانا لكنها كانت تسعدنا في أكثر الأحيان, والأهم من ذلك أنها أضافت لنا الكثير من معلومات وقيم وصور وخيال بالموسيقى والأغاني والرسومات الجميلة والحكايات المليئة بالحب والخير, فهل تغيرت القيم? أم أنهم هكذا يريدون تغيير أنماط التفكير لأجيالنا من خلال برامج نستوردها دون اهتمام بالمضمون ودون التفات لما قد تعنيه? فما يدرسونه بدقة ليرسلوه إلينا وما نأخذه منهم باعتباطية وحسن نية لن يفرز سوى أطفال يعانون المزيد من العنف والكآبة فيما يتابعونه فهم بين ما يرونه كل يوم على أرض الواقع من مآس سببناها لهم وبين حكايا الأهل ومشاكلهم وتلك الأفلام الكرتونية المرعبة لم نترك منفذا لطفولتهم كي تتنفس أجواء جميلة تزودهم بزوادة لمستقبل مجهول, بالإمكان بتعب قليل وجهد مدروس التهيؤ له..
|