فضلاً عن عمله ,منذ العام ,1988مديرا عاما لمجلة فنون مكسيكية ,ودار النشر التي تصدر المجلة عنها ,.تعتبر فنون مكسيكية أوسع المجلات الثقافية انتشارا وقراءة في أميركا اللاتينية كلها ,إذ حازت خلال العقد الأول من وجودها على أكثر من مئة جائزة تقدير محلية وعالمية .ومنذ كتاباته الأولى حظي روي سانتشيث.بمديح كبار كتاب المكسيك من أمثال خوان رولفو وأكتافيو باث ,كما أشاد بأعماله الأدبية أبرز نقاد القارة الأمريكية اللاتينية مثل سيفيرو ساروي ,وألبيرتو مانغويل وغيرهما .ولا يقتصر الاهتمام بأعماله الروائية والقصصية فحسب ,بل إن مؤلفاته الأخرى ودراساته تحظى باحترام النقد الثقافي ,وتحدث أفكاره أثرا عميقا ,وتسهم في تشكيل الرأي العام .
صحيح أن روي سانتشيث قد ولد في مدينة مكسيكو ,إلاأن أبويه يتحدران من مقاطعة سونورا في الشمال المكسيكي ,وكانت ظروف عمل أبيه تفرض على الأسرة قضاء فترات طويلة في الشمال وخاصة في ثيوداد أوبريغون وفي بيتا كونستيتوثيون .وهذه الأخيرة هي بلدة صغيرة وسط صحراء كاليفورنيا الدنيا الجنوبية , ومسقط رأس أمه .وقد منحت فترات الإقامة الطويلة في الصحراء الطفل ألبيرتو خبرة مبكرة وغنية بالصحراء ,لا سيما أن صديقا لأبيه من قرية ياكي الصحراوية ,وهو هندي من السكان الأصليين ,كان يفتنه بما يرويه له من حكايات وأساطير طوال الوقت .
نسي البيرتو روي سانتشيث ذكريات طفولته المبكرة تلك حتى العام1975 ,عندما زار الصحراء المغربية أول مرة فعاد كل شيء إلى ذاكرته دفعة واحدة .ومن فعل التذكر غير الإرادي ارتبط ألبيرتو بعلاقة خاصة بالصحراء المغربية ,وخاصة بالمدينة التي كانت ذات يوم بوابة القوافل عابرة الصحراء : فمدينة مغدور الساحلية التي أعيدت تسميتها عام 1955 لتصبح( الصويرة) ,صارت مسرح أحداث معظم رواياته وقصصه القصيرة .ويقول روي سانتشيث في دراسة له: رحلتي الأولى إلى مغدور صارت أعمق وأطول بكثير مما كان يمكن لي أن أتصوره . شعرت في البدء بأنني اكتشف مكانا ,على الرغم من بعده ,الجغرافي عن المكسيك ,يستثير في نفسي إحساسا قويا أعرفه من قبل ,وهو إحساس أقوى بكثير من ذاك الذي يشعر به أي مكسيكي عند وصوله إلى إسبانيا .توليفة غريبة من لغة الجسد ,والعمارة وجغرافية المكان ,والمشغولات الحرفية ,كلها جعلتني أشعر أنني أتوغل في مكسيك أخرى .صحيح أن تاريخنا المكسيكي يتحدر من خمسة قرون من اختلاط وتهجين شعوب هندية وإسبانية إلا أنه لا يمكن لنا تجاهل واقع أن دماء أخرى تسري في عروقنا ,وصلتنا من خلال الأجساد الإسبانية .لايمكن لنا أن ننسى أن ثلاثة أرباع ما يعرف اليوم بإسبانيا والرتغال ,كان عربيا في العادات والطقوس والملابس والبناء على طريق الحضارة الأندلسية .
إن اكتشافة تلك المكسيك الأخرى ,وتقديره الباروكي للحواس ,ومتعة رواية الحكايات هي العناصر الأساسية التي يستمد منها روي سانتشيث أسلوبه الفاتن المميز ,ولا بد أن نضيف إليها فضوله الكبير في البحث ,إذ أنه يقول إن رواياته كلها هي جزء من عملية بحث .إنه بحث عن المعرفة مزدوج المعنى, البحث عن الحياة وشؤونها ,ولكنه في الوقت نفسه بحث يمضي إلى ما وراء الواقع المشروط إنه بحث متسام بحث يطلق عليه هو نفسه اسم (الرغبة ) وهذا هو منطلق روايته الأولى (أسماء الهواء ) التي افتتح بها مرحلة من أعماله ستنضم إليها في ما بعد (شفاه الماء ) و(حدائق مغدور السرية ) والدهشة تسع مرات ,وروايته الأخيرة يد النار إضافة إلى قصص وأعمال أخرى تتصدر مغدور عناوينها .
أبرز أعمال ألبيرتو روي سانتشيث
في الرواية
- أسماء الهواء 1987
شفاه الماء 1996
عن الماء والهواء 1998
حدائق مغدول السرية 2001
الدهشة سبع مرات 2005
يد النار2007
قصص قصيرة
أبعاد اللغة 1987
حكايات مغدول 1994
عن كيف وصلت الكآبة إلى مغدول 1999
أثر الصرخة2001
دراسات
مثيولوجيا سينما في أزمة 1981
على حد الشفرات 1988
مدخل إلى أوكتافيو باث 1990
حزن الحقيقة عودة أندريه جيد من روسيا 1991
الأدب في الجسد 1995
حوار مع أشباحي 1997
مغامرات البصر 1999
ومجموعة شعرية موضوعها الأساسي مغدور ,بعنوان (المنيعة ).