|
المازوت المدعوم أبجد هوز الفقراء الملاعين الذين يتحايلون على الواقع والطبيعة ويدبرون أمورهم بما يتلاءم مع فقرهم وشظف العيش, هم لا يستعملون سوى (صوبيا واحدة), ولا يشعلونها سوى أيام البرد الشديد وفي ساعات محددة ولا يرخون لها الحبل على الغارب, بل بمقدار,أي نقطة نقطة, وبين النقطة والنقطة فاصل زمني ولا يشعلون قاظان الحمام سوى مرة في الأسبوع أو الأسبوعين لجميع أفراد الأسرة, ومن فاته الحمام فعليه الانتظار للدورة القادمة. ولهذا فإن حصتهم من المازوت المدعوم تكفيهم, أما الغني الذي أنعم الله عليه بقصر أو فيلا أو منزل سيَّاح نيّاح فيه الكثير من الغرف والصالونات المتسعة ولا يقيم أوده سوى شوفاج يلتهم المازوت التهاما دونما شفقة أو رحمة , وربما أو على الأغلب أن هذا الغني المسكين لديه شقة أخرى لزوجة سرية بعقد عرفي غير مسجل في دفتر العائلة , ناهيك عن مكتبه أو مكاتبه المتعددة , وكل ما ذكرت يحتاج إلى بحيرة مازوت , فهل من المعقول أن يتساوى الغني والفقير في استجرار نفس الكمية من المازوت المدعوم ?. ألا يكفي ما كابد الأغنياء من نظام الشرائح في فواتير الكهرباء, حيث أن الأسرة الفقيرة تصرف من الكهرباء ما يغطي الشريحة الأولى ذات السعر المنخفض, وطبيعة حياة الأغنياء تجبرهم على القفز إلى الشريحة الأعلى في كل فاتورة, فالفقير يدفع الحد الأدنى لسعر الكهرباء والغني يدفع الحد الأعلى مع أن نوعية الكهرباء هي واحدة لكل من الفريقين, من المتعارف عليه أن الأغنياء, يلتفون على المسؤولين وعلى القوانين والقرارات لتكون في صالحهم, وأن الاعتناء وتقديم الخدمات لأحيائهم مستمر ودائم, والإهمال والتطنيش للأحياء الفقيرة, وما نخشاه أن يكون بين أصحاب القرارات بعض المندسين الذين والعياذ بالله يتعاطفون سراً مع الفقراء, ولا يتوانون كلما سنحت لهم الفرصة بتمرير بعض المكاسب لهذه الطبقة من الطفرانين.
|