الصحيفة أكدت إن هذا السؤال يطرح نفسه بعد الاختفاء المحير لزهير الصديق من مكان إقامته في إحدى ضواحي باريس, رغم أنه كان (مراقباً) من طرف الشرطة.
وقالت الصحيفة أن جهاز الاستخبارات الداخلية الفرنسي كشف لها إن (أسرة الصديق موجودة في أبو ظبي لكنه غير متأكد من مكان الصديق, لكن الجهاز رجح أن يكون قد غادر التراب الفرنسي, ورفض إعطاء أي معلومات أكثر حول هذه القضية لكونها حساسة).
ونفى مصدر الاستخبارات الداخلية الفرنسية أن يكون الجهاز متورطاً (في اخفاء الصديق, مؤكداً عدم رغبة فرنسا في رؤيته مرة أخرى واصفة اياه بالولع بنسج الخرافات وأن أقل ما يقال عنه إنه مريب).
وأكدت الصحيفة أنه حسب مصدر دبلوماسي - فإن جهاز الاستخبارات الفرنسية الخارجية بعد إدراكه لخفايا القضية قرر تسليمها لجهاز الاستخبارات الداخلي, فتولت فرقة من الشرطة الخاصة حراسة الصديق, لكنها ما لبثت أن طلبت إعفاءها من هذه المهمة لصعوبة رقابة هذا الرجل.
ونقلت الفيغارو عن أحد العارفين بهذا الملف قوله: (إن شاهد الزور حطم كل آمال الثقة فيه عندما قال للشرطة إنه إنما يقول ما طلب منه قوله لجعل التحقيق يتقدم في الاتجاه المرغوب فيه مقابل أموال دفعت له).
وتبرز لوفيغارو- فرضيات عدة لسبب اختفائه,فربما اختار بمبادرة شخصية أن يختفي,وربما (خبأه) الفرنسيون لإنقاذه من العدالة الدولية.
لكن حسب خبير في الاستخبارات فإن الفرضية الأكثر احتمالاً هي أن الذين أتوا به إلى فرنسا أصلا غيبوه الآن عن الأنظار وربما كان ذلك بالتنسيق مع فرنسا أو دون موافقتها.
بل يؤكد هذا الخبير أن فرنسا لم تعد تولي الصديق أهمية لعدم إدانته,ولذلك كان حراً في تحركاته,مضيفاً أن من دفعوا به ربما قرروا وقف تقديم الدعم له لحمله على المغادرة,والراجح أنهم الآن يتابعونه).
واختتمت لوفيغارو بالقول إن سبب إخفاء (حماة الصديق المتآمرين) له ربما يعود إلى خشيتهم من أن يؤدي وجوده إلى نزع الثقة منهم أمام المحكمة الدولية.