تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إرضاء الجمهور غاية .. وتدرك

فنون
الاثنين 25-11-2013
سلوان حاتم

من قال إن إرضاء الناس غاية لا تدرك ، قد يكون مخطئاً إذا ما طبقنا هذا المثل على الدراما أو الفنون لأن العمل الجيد مهما توجهت له أصابع النقد كفيل بأن ينال رضا المتابعين أو لنقل الشريحة الأكبر من الجمهور وخاصة أن الدراما باتت صديق المشاهد في الموسم الرمضاني وبعد انتهائه .

في الفترة الماضية دأبت معظم المحطات السورية والعربية على عرض أعمال سورية لاقت نجاحاً ولا ندري عن قصد أو دونه انتقت هذه القنوات جملة من الأعمال السورية الناجحة لتعرضها لكنها أصابت حظاً طيباً في المتابعة ومنها مسلسلات (أيام شامية- الخوالي- ليالي الصالحية وباب الحارة) ودون أن نقصد التركيز على أعمال البيئة الشامية إلا أن هذه الأعمال فرضت نفسها واستطاعت كسب ثقة الجمهور الذي مازال ورغم مرور الزمن يتابعها بشغف عند إعادتها فلماذا لم تستطع أعمال البيئة الشامية الحالية تحقيق ذات النجاح أو لنقل استقطاب المشاهد من جديد إليها بعد أن قلّت نسبة المتابعين لها وكثرت هذه المسلسلات التي تروي ذات القصص .‏

ربما يكون مفهوم (القبضاي والعكيد والزعيم) في ما قدم في المواسم الأخيرة هو السبب لأنه لم يتغير ولم يتجدد وربما وجود وجوه مكررة في بعضها ولو اختلفت شخصية كل عمل عن الآخر هو السبب فيما لم يوفق بعض هؤلاء النجوم بتقديم أعمال بيئة شامية ومحاولتهم اقتحام هذا التخصص فلم يحصلوا على النجاح المطلوب أو المأمول منهم لأن بعض الأعمال السابقة بالإضافة إلى أهل الراية وبيت جدي أيضاً اللذين حققا معادلة الاختلاف عما سبق إذاً أين يكمن الاختلاف ولماذا تراجعت أعمال البيئة الشامية تحديداً..‏

قد يكون عامل كثرة الإنتاج أصاب شيئاً من الملل لدى المشاهد وقلل من مستوى بعض الأعمال الشامية ولكن ماذا عن الأعمال الكوميدية ولماذا تراجعت..؟ قد يكون الممثل علامة فارقة في أي عمل لكن في الكوميديا المؤلف والمخرج هما العلامة الفارقة ونجاح أي عمل يعتمد على رؤية المخرج وحوار الكاتب ثم يأتي دور الكوميدي في فرض نفسه, وإذا ما قمنا بمقارنة بسيطة بين عدة أعمال المواسم الأخيرة مع أعمال كوميدية سابقة مثل (دنيا) (البناء 22) (عيلة 6-7-8 نجوم) (بطل من هذا الزمان) و(شوفوا الناس) فإننا سنجد فارقاً واضحاً في المستوى المقدم بينها, وحتى كوميديا المواسم التي تعود إلى ما قبل عدة مواسم وتحدثنا عن ضيعة ضايعة والخربة وبقعة ضوء, نجد أنها أعمال جيدة رغم النقد الذي وجه إليها إلا أنها لاقت استحساناً ومتابعة أرضت المتابعين, بينما لم تستطع أعمال كوميدية كثيرة من فرض نفسها ولم تستطع أخذ حيز من النجاح وقد يكون السبب الأكبر هو النص ثم قراءة المخرج لهذا النص.‏

المشترك الذي نجده بين البيئة الشامية والكوميديا في الموسمين الماضيين قد يكون اقتحام بعض الوجوه الجديدة عالم هذه الأعمال إخراجاً وتأليفاً وتمثيلاً فلم يرتقِ أداؤهم إلى المستوى المطلوب وذلك لعدم خبرة البعض وربما عامل عدم الخبرة قد يطول الأعمال الشامية أكثر إذ إن بعض المخرجين ليس لديهم المعرفة الجيدة بالتفاصيل الدمشقية ما جعلهم يقرؤون الأعمال بطريقة غير صحيحة أو بالاعتماد على ما شاهدوه من أعمال سابقة فسبّب ذلك وجود أعمال كثرت فيها علامات الاستفهام وملاحظات المشاهد والناقد .‏

اليوم دراما البيئة الشامية مازالت مستمرة رغم الكثير من النقد, كذلك الكوميديا مازالت تحاول التغلب على منتقديها وربما تحتاج إلى وقفة مع الذات وإجراء دراسة فنية حول الاختلاف الذي عانت منه في المواسم الماضية, وتحقق الأعمال المعاصرة أو ما يمكن تسميته بالأعمال الاجتماعية النجاح تلو النجاح ، ولكن من حق الدراما الناجحة أن تحظى بدراسة كتلك التي تدرس الجدوى الاقتصادية لأي منتج جديد يطرح في السوق وخاصة أننا قدمنا للعالم الكثير من الأعمال الناجحة وبالتالي لا بد من وقفة تأملية واضحة وصادقة لإعادة الرونق إلى هذه النوعية من الأعمال وربما أيضاً قد يكون الوقت قد حان لإعادة إحياء بعض الأعمال كالبيئة الحلبية والتاريخية وطبعاً بما يحقق النجاح النوعي لا الكمي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية