تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وديع الصافي .. الصوت النبيل يترجل

فنون
الاثنين 25-11-2013
علي الأحمد

حتى آواخر أيامه بقي وديع الصافي وفيا وإلى أبعد الحدود لهويته الموسيقية العربية ببعدها الثقافي والحضاري الدال، ولعله هنا من كبار الفنانين الذين لم تصبهم لوثة العولمة وإغراءات التقليد

،وكان عهده على الدوام أن يؤدي رسالته في الفن والحياة على أكمل وجه ،وعلى مدى أكثر من نصف قرن كتب حضوره المشع صوتا وأداء في كثير من محطات هذا الفن ،هذا الصوت المكتمل والمعجز بحق ، وقدرته على أداء أصعب الغناء المتقن من قصائد وموشحات وأدوار ومواويل وغيرها حيث برزت طاقته الابداعية في كثير من المحطات التي رسخته كواحد من أهم المطربين العرب في العصر الحديث ,‏

يرحل هذا المبدع الخلاق بعد مسيرة باذخة بجمالها وبعد أن امتلأت حياتنا بحضوره وعذوبة صوته الندي الذي قدم وبمشاركة روحية ووجدانية مع مبدعين كثر العديد من الأعمال الغنائية الكبيرة شعرا ولحنا وصوتا ،فمن الموسيقار محمد عبد الوهاب «عندك بحرية ياريس «مرورا بالموسيقار فريد الأطرش ورائعته «عالله تعود »، ورائعته الساحرة يا عيني عالصبر للمبدع الراحل رياض البندك ، وصولا إلى الأداء الساحر مع شاعرة الصوت الكبيرة فيروز وإبداعات الرحابنة في قصيدة حب ،وسهرة حب ،وابداعه التعبيري الفاتن مع «رح حلفك بالغصن ياعصفور «من كلمات المبدع «ميشيل طراد ،ومشاركته المهمة مع المطربة صباح في موسم العز ،وغيرها من ابداعات انطلق وديع الصافي ليؤسس مدرسته الغنائية الخاصة التي نهلت من خزين الألحان الموروثة دررا ولآلئ صقلها هذا الصائغ الماهر بعذوبة صوته الذي تأسس كما هو معلوم في مدرسة التراتيل الكنسية بما تمنح من معرفة وعلوم موسيقية زادته خبرة ودراية قبل أن يكمل المسير المعرفي مع أساتذة كبار وفي كلتا الموسيقتين الغربية والعربية ،وهذا يؤكد على الجهد الخلاق الذي بذله هذا الفنان في سبيل تأكيد حضوره ومكانته في المشهد الغنائي العربي المعاصر .‏

يرحل وديع الصافي آخر العمالقة في دنيا الفن العربي ،في زمن ما أحوجنا اليه ،ويبقى رنين صوته يهز أسماعنا ،ويضيء لون الحنين الشفيف في أيامنا المتعبة ،فيالها من خسارة فادحة رحيلك المر أيها الصافي يا من منحتنا على الدوام كل الأوقات الهانئة التي لا تنسى.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية