من كان بلا دليل فلينظر الى هذا التحول التاريخي بين واشنطن وطهران بعد ان قامت قائمة جنيف ومباحثاتها التي لم تكن على بال السعودية ولا على خاطر اسرائيل.
لويت الذراع الغربية وسط تصفيق دولي رحب بالاتفاق على ضمان حقوق ايران النووية بينما لم يتبق في يد واشنطن الا حبر الضمانات على ورق خطاب الرئيس الاميركي بارك اوباما الذي اطل مواريا الهزيمة الدبلوماسية وراء اعطاء المهل واختبار النيات فحبست اسرائيل انفاسها واتكأت الرياض على ارهابها.
ماجرى في جنيف بشأن البرنامج النووي الايراني لم يكن اتفاقاً دولياً هو نتيجة اخرى من نتائج التداعيات الحاصلة في المنطقة وان تميزت طهران في مهارة القفز السياسي فوق حفرة حفرها الغرب بقيادة واشنطن ووقع فيها حلفاؤه فطهران التي امتد صراعها مع الغرب عقوداً وحوصرت حتى استمدت من حصارها القوة تقطف اليوم اولى الثمار السياسية لسياستها المقاومة وصمود المحور الممتد منها حتى سورية الحلقة التي استعصى ميدانها وقرارها فارجع الغرب خطوات عكسية الى الوراء اجبرته على حل الملفات التي عمد الى تعليقها.
جنيف النووي نتيجة طبيعية لتحضيرات جنيف الدولي من اجل سورية والذي بات الطريق إليه اليوم اقرب وأكثر وضوحا خاصة ان التكتلات التي كانت قائمة بحكم التآمر على سورية والتبعية لواشنطن ذهبت باتجاهه هي الاخرى وان تخبطت في طريقها كأنقرة بأردوغانها الذي طرق الباب الروسي هو الاخر لانتشاله من عمق التورط بالازمة في سورية ...جنيف الدولي رسم خطوطه العريضة ولفظ من لفظ من الذين هم اليوم عاجزون في الرياض وقطر بحكم الوقائع والحال والعقلية عن الالتحاق بركبه فذهبوا باتجاه سباق الارهاب.