تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حين يسقط مشروع العدوان على الخارطة السورية

شؤون سياسية
الاثنين 25-11-2013
 د. رحيم هادي الشمخي

إن الرفض الشعبي المتلاحم في كل المدن السورية لجماعات الإرهاب التكفيرية والميليشيات المسلحة يأتي اليوم متزامناً ومنسجماً مع إرادة الجيش العربي السوري في ميادين القتال ،

فأصبحت كل مدينة سورية قلعة حصينة لمقاومة المرتزقة من آل سعود وحكام قطر وعرب الجنسية وجلاوزة أردوغان الذين هم عملاء بالأصل لأمريكا وإسرائيل اللقيطة والدول المرتبطة بهم ، لإبادة الشعب العربي السوري.‏

فسورية اليوم تقاوم أعداء الوطنية وأعداء العروبة وآكلي لحوم البشر وتجار الحروب ، فالخارطة الجغرافية والديموغرافية لسورية لاتقبل الخطأ مهما كان نوع الاحتلال والقوة المستعملة لدى جماعات النصرة ودولة العراق والشام الإسلامية (داعش) ، وبذلك فنحن في سورية العربية عبرنا المحنة وتحدينا العدوان الأمريكي الأطلسي الذي تقهقر دون رجعة بفضل ضربات الجيش العربي السوري رغم شراسة المؤامرة التي تدعمها أكثر دوائر المال إجراماً ووحشية ، فاستطاع هذا الجيش بقواه الوطنية والقومية وبفيالقه المتقدمة نحو المجد إلى حسم المعركة لوجستياً وعسكرياً على الأرض وبذلك دارت الدوائر على الداعمين والمنفذين لفصول هذه المؤامرة على الشعب السوري وعلى سورية الدولة التي علّمت العالم أبجدية الحرف . وهكذا تتجه فصول هذه المؤامرة نحو السقوط والهاوية ، فكان هذا العبور السوري في تغيير استراتيجية المعركة بين الشعب وأعدائه ناتجاً عن أولاً: أن الشعب العربي السوري وجيشه الباسل يقاتل من أجل قضية عادلة هي الدفاع عن أرضه وعرضه وسيادته ضد القوى الامبريالية الصهيونية التي استخدمت دولاً عربية مثل السعودية وحكام قطر وجندتهم كعملاء مأجورين للعدوان على سورية العربية . ثانياً: إن الموقف الشجاع للقيادة السورية وصمود الشعب بوجه هذه المؤامرة قد أسقطت النظريات العدائية الغوغائية الغربية والأمريكية بالعدوان على سورية . وثالثاً : إن الذين يقاتلون في سورية قد باعوا ضمائرهم للأجنبي بثمن بخس لتدمير الدولة ومؤسساتها ، فهم لا يملكون في نفوسهم الاستمرارية في مقاومة الشعب السوري وبذلك فانهيارهم بات مؤكداً على يد ضربات الجيش العربي السوري . ورابعاً: سقوط المشروع الأمريكي ، الشرق أوسطي ، الذي دعا في أحد فقراته إلى إقامة دويلات طائفية واثنية وعرقية صغيرة في الوطن العربي بدل الدول الكبيرة لكي تحيا إسرائيل دولة يهودية في المنطقة العربية .وهنا لا بد من التذكير أن عبور الشعب العربي السوري إلى شاطئ الأمان قد أذهل أولئك الجاثمين على كراسي الحكم المصنوعة من السحت الحرام ، وهم بالطبع من صناعة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين ، هؤلاء جميعاً سقطوا في مزبلة التاريخ مع جيوشهم التي جلبوها كالقطعان لتحرق الأخضر واليابس في سورية العربية ولتدمر مؤسسات الدولة التي بناها الشعب العربي السوري بعرق جبينه ، كما سقطت مقولة (بتريوس) قائد الفرقة المجوقلة 101 التي قالها على أرض العراق عام 2004 (إن ما يهمنا هو إسقاط الأنظمة التي تقف حائلاً أمام مصالح أمريكا ولا نستبعد سورية وحزب الله بعد العراق) . وبهذا فإن أمريكا دولة اللامعقول عملت خلال مسيرة تاريخها الإرهابي على محاربة الشعوب ونهب خيراتها وقتل سكانها الآمنين ، ولم تسلم كل قارات العالم من شرور حروبها المعلنة وغير المعلنة ، أما فضائحها الأخلاقية فقد كانت طبيعة ملازمة للرؤساء الأمريكان ولدوائر وكالة المخابرات الأمريكية التي شاركت في هذه الطبيعة ، فأمريكا دولة العجائب والغرائب الأخلاقية ودولة اللامعقول في زمن تطالب فيه شعوب العالم المحبة للحرية والسلام بالمعقول في احترام كرامتها وسيادتها الوطنية.‏

ومن هنا فإن صمود الشعب العربي السوري قد كشف نيات هذه الدولة الأمريكية فأسقط عدوانها على الرمال السورية كما سقطت على الرمال العراقية ، كما أسقطت ما جاء به مشروعها (الشرق أوسطي) ، فراحت أمريكا تبحث عن وسائل جديدة لحفظ ماء وجهها من ورطة حروبها المتزامنة في العراق وأفغانستان وليبيا مع فشلها المحتوم في مصر وتونس ، وعدم نجاحها بإلغاء الحراك السياسي بعدم إنتاج القادة السياسيين ، وكما يقول الكاتب الإسرائيلي شيلمون عوز: (لازلنا بانتظار من يحكم العرب من قادة ، هل هم دينيون أم قبليون) لكن المشروع الأمريكي الذي استهدف سورية العربية اندحر على يد رجال المهمات الصعبة ، أبطال البوابة الشرقية للوطن العربي ، رجال الجيش العربي السوري ، في واحدة من أشرف معارك التاريخ بسالة وكبرياء ، وهذا ما يذكرنا بقول عراب السياسة الأمريكية (هنري كسينجر) : (إن عيب السياسة الأمريكية أنها أمريكية)...‏

أكاديمي وكاتب عراقي‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية