تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الغيرة القاتلة.. مرض

مرايا اجتماعية
الاثنين 25-11-2013
هناك نوعان من الغيرة: نوع طبيعي وهو النوع الشائع، وهو غيرة الرجل على امرأة يحبها.. في الإنسان والحيوان، وغيرة الأنثى. والغيرة نوع مرضي قد تؤدي بصاحبها أو صاحبتها إلى القتل!

وتختلف أسباب الغيرة تبعاً للمرحلة العمريَّة، وطبيعة الظروف والبيئة، والنموذج المعتاد للغيرة هو الرغبة في امتلاك الآخر. إنَّها غيرة طبيعيَّة، بل مطلوبة. ولكن هناك الغيرة المرضيَّة، وهي مصنفة ضمن الأمراض النفسيَّة «الذهانية»،‏

فهي إذاً مرض وليست شعوراً طبيعياً. ويصاحبها الشكُّ والاعتقاد بوجود خيانة وينتج عنها سلوك استقصائي بوليسي الطابع، حيث تقوم الزوجة بشم رائحة زوجها عند عودته إلى منزله، وتفتيش ثيابه وسؤاله عمن قابلهم أو زارهم، والبحث في تليفونه الجوال عن أرقام غريبة أو جديدة. وقد تستأجر مخبراً لمتابعة تنقلاته، والأماكن التي تردد عليها، ومدة بقائه فيها، وقد يستمع الزوج إلى مكالمات زوجته الهاتفيَّة خلسة أو سؤالها عن الأماكن التي زارتها: الأم.. الخياطة.. الكوافيرة.. والصديقات، ويقوم بسؤال كل واحدة هاتفياً، وكأنَّه يسأل عن زوجته بشكل طبيعي أو عادي، أو يسأل أولاده الذين خرجوا مع أمهم. ويقوم الزوج بسؤال زوجته؛ ليرى إذا كانت أقوالها مطابقة للمعلومات التي حصل عليها أم تختلف. فإذا اختلفت فقد يقوم بضربها وتعذيبها ومنعها من التحدث في الهاتف، ومنعها من الخروج. وقد يفقده الشكُّ صوابه فيقوم -إذا كان عاقلاً بطلاقها- وقد يفقد اتزانه وصوابه فيقوم بقتلها!!‏

وقد تلجأ الزوجة أحياناً إلى إثارة غيرة زوجها لمعرفة مدى حبِّه لها. وقد يفعل الزوج نفس الشيء. وفي اعتقادي أنَّ المصارحة والمكاشفة خير طريقة. إذا كانت صادقة في توقي شرور الغيرة. وهناك نماذج للغيرة القاتلة مثل: العلاقة الحميمة بين الرجل وزوجته. فقد يجد أحد الطرفين انصراف الطرف الآخر عن العلاقة الحميمة ورفضه لها، أو فتوره في أدائها، وقد يقدم الرافض أسباباً لا يقتنع بها الطرف الآخر. فإذا تكرر الرفض أو الانصراف أو الفتور اتسع مجال الشكِّ، وبدأت الوساوس التي تنمو في داخل الشخص كالسرطان. وبعد فترة تطول أو تقصر تسيطر على صاحبها، وتصل به إلى الاقتناع بأنَّ الطرف الآخر يخونه. ويبدأ في جمع الأدلة على هذه الخيانة. وقد تصبح نظرة أو لمسة إلى تأكيد الشكِّ، ويصبح الطريق ممهداً لارتكاب الجريمة. وقد يتفق الطرفان من الثلاثة على إزاحة الطرف الثالث من الطريق، ويريان أنَّ القتل هو الحل الوحيد. وتتم الجريمة، وعادة ما تكون الزوجة والعشيق هما القاتلان. وأول ما يهتم به مسؤول التحقيق في مقتل زوج هو بحث علاقات زوجته. وسرعان ما يمسك بطرف الخيط. وسرعان ما يقف القاتلان أمام القضاء. وكثيراً ما يتهم أحدهما الآخر بأنَّه القاتل، ولكنهما يقفان معاً أمام منصة الإعدام.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية