تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأسرة المنتجة

اقتصاد الأسرة
الاثنين 25-11-2013
هناء ديب

لم يعد خافياً على أحد أن الأوضاع التي يعيشها البلد قد أرخت بظلالها الثقيلة على العائلات السورية لا سيما بالشأن الاقتصادي وكانت النتيجة أن ترك البعض وظائفهم سواء في القطاع العام أو الخاص واضطر البعض الآخر لممارسة أعمال لم تخطر على بالهم يوماً لسد احتياجات أسرهم.

مقابل هذه الصورة السلبية ثمة صور أخرى أكثر ايجابية لأسر أو أفراد شكلت الظروف الصعبة حافزاً قوياً لهم لتجربة أعمال خاصة يشارك بها معظم أفراد الأسرة وهذا الأمر شاهدته كما الكثيرين غيري وبكثرة في محيطي وأسوق هنا مثالا لعائلة هجرت من مكان سكنها وانتقلت لمنطقة اخرى مؤلفة من الوالدين وستة أطفال أكبرهم بالعاشرة من عمره حيث استأجر الأب محلا وبدأ ببيع الخضار والفواكه وتقوم الزوجة بأعمال مرافقة تطلبها ربات البيوت التي لا تسمح ظروف عملهم بتمضية وقت طويل في تحضير الطعام فتقوم السيدة بتحضير وتجهيز الكثير من مواد الطبخ مقابل مبلغ مالي يضاف لما يحصله الزوج وبالتالي في زيادة دخل الأسرة .‏

هذه العائلة وحسب ما ذكرت لي أمورهم جيدة وكما يقال رب ضارة نافعة فقد تيسرت حياتهم ولم يحتاجوا لمساعدة أحد والطلب على عملهم يتزايد يوما بعد آخر هذه العائلة ومثلها الكثير في مجتمعنا قد لا يعرفون أن ما يمارسونه من أعمال تندرج تحت مسمى المشاريع متناهية الصغر أو الأسر المنتجة ولكن الهدف منها محقق في مشاريعهم وهو توفير مصدر دخل للعائلة أو زيادة لهذا الدخل.‏

وفي العديد من البلدان تحظى هذه الأسر التي تمارس أعمالا خاصة في المنزل بالدعم والرعاية من قبل الجهات المختصة من حيث منحها قروضاً لتطوير عملها أو التسويق لها نظراً لمساهمة مثل هذه المشاريع في دفع عجلة الاقتصاد ونحن في مراحل سابقة للأزمة وجهت بعض المنظمات الاهلية والجهات المعنية لرعاية هذه الأسر غير ان فقدان المتابعة والتواصل معها جعل غالبيتها يتوقف عن الإنتاج وبهذه الأزمة نحن أحوج ما نكون للوصول لهذه الاسر ودعمها وقد يكون ذلك بداية عودة لعمل بعض المنظمات والاتحادات التي تراجع ادائها بشكل غير مبرر في الأزمة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية