تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أين المصارف الخاصة ؟

الكنز
الاثنين 25-11-2013
عبد اللطيف يونس

تباين أداء المصارف خلال الأزمة الحالية بشكل كبير، فقد كانت المصارف الحكومية ولا تزال المحرك الأساسي للاقتصاد الوطني ولعجلة التنمية في مختلف مجالاتها وذلك بشكل مباشر أو غير مباشر،

فقد انفردت بتمويل معظم المستوردات التجارية بالقطع الأجنبي وفق السعر الذي يحدده مصرف سورية المركزي كما أنها شكلت صمام الأمان لمدخرات الأفراد والمؤسسات كما أن مصرف التوفير حافظ على قروضه بهوامش ربح مقبولة لدعم القدرة الشرائية لشريحة ذوي الدخل المحدود التي تعد الشريحة الأوسع بالمجتمع، وخاصة مع ارتفاع أسعار معظم السلع والمواد الأساسية.‏

لكن المصارف الخاصة (تجارية وتكافلية) لم ترتق إلى مستوى الأزمة رغم كل المزايا التي حصلت عليها سابقاً عبر السماح لها بفتح الفروع والمكاتب وكل القنوات الاستثمارية، واقتصرت أعمالها على قروض التجزئة (الشخصية) نظراً لأنها لا تتطلب رأسمالاً كبيراً وأرباحها مرتفعة بينما غابت إلى حد بعيد عن المشاريع التنموية مثل تمويل الصناعة والزراعة والتجارة وتركزت أرباحها على فرق الفوائد بين الودائع والتوظيفات بينما لم تسجل خلال الأزمة أي دور إيجابي وخاصة في عملية تمويل المستوردات والمفارقة الغريبة أن عدداً من المساهمين بهذه المصارف هم من التجار ورجال الأعمال الذين يستوردون ويصرون على الحصول على القطع الأجنبي من المصارف العامة وعدم تمويلها من القطع الموجود بالمصارف المساهمين فيها ما يثير التساؤلات والاستغراب، الأمر الذي يتطلب من المصارف الخاصة القيام بدور يتناسب مع المزايا التي حصلت عليه، على الأقل المساهمة بتمويل جزء من المستوردات أو بعض مشاريع البنية التحتية أسوة بكل المصارف الخاصة بالدول الأخرى.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية