الابداع واستنهاض الهمم.. الكلمة نور وسلاح.. فارس زرزور..لن تســـقط المدينة
ثقافة الأثنين 13-8-2012 نجلاء دنورة تميز النتاج الأدبي للروائي السوري فارس زرزور بالتعبير عن القضايا الوطنية والقومية التي ترتبط بالأحداث والوقائع الكبرى كالحروب والثورات وحركات الاستقلال والنضال العربي في سبيل التحرر والتنمية،
كما تألق الأديب زرزور بقدرته الفائقة على بناء عالم روائي واقعي ينبض بحب الوطن ويعبق بالمواقف الوطنية، ويرفع معنويات الشعوب ويحثها على الكفاح ضد الظلم والقهر والاحتلال، ودفعها للإيمان بقدرتها على مواجهة كافة الأزمات التي تتعرض لها البلاد. وقد عمل زرزور على استقراء الماضي والحاضر والتطور التاريخي وآفاق المستقبل ومنها معاناة سورية من أزمات سياسية منذ عشرات السنين، اذ استعمل القصة داخل القصة محاولاً العمل على تراكم الحوادث التاريخية والواقعية من الذاكرة واستعادة الماضي إلى الراهن ومنظوراته المستقبلية.. وللروائي العديد من الروايات والقصص التي حفلت بالأفكار والمعتقدات والمواقف الوطنية والقومية منها (حسن جبل، حتى القطرة الأخيرة، لن تسقط المدينة، الأشقياء والسادة، وغيرها).
ومن أبرز أعمال زرزور التي تناولت النضال ضد المستعمر ودور الوحدة الوطنية في دحره رواية (لن تسقط المدينة) هذه الرواية التاريخية الواقعية التي أرّخت الثورة السورية الكبرى، ومعركة ميسلون المشرفة والظروف التي أحاطت بهذه المعركة من كيد الحلفاء ومطامعهم إلى التخلف الذي كانت تعاني منه البلاد آنذاك.. أما المحور الأهم في هذا العمل فهو إشارة الكاتب إلى الروح الوطنية التي يتحلى بها الشعب العربي السوري من خلال تصويره اندفاع جميع شرائح المجتمع السوري للوقوف في المقدمة دفاعاً عن وطنهم، واتفاق جميع الفئات الشعبية والطوائف الدينية ووقوفها صفاً واحداً مجسدة الوحدة الوطنية الصادقة التي تناضل من اجل وحدة الوطن وتحريره.
(لن تسقط المدينة) هي واحدة من روايات زرزور التي تناولت في أغلبها القضايا الوطنية والقومية والكفاح السياسي والثوري ضد الأزمات التي واجهت وطننا سورية.. وها نحن اليوم بأمس الحاجة لاستحضار هذا الأدب الخالد الذي سطر تاريخنا المشرف للتذكير بالعدو المتربص بشكل دائم لبلادنا وفضح مكائده ودسائسه التي كانت ومازالت مستمرة إلى يومنا هذا، عاملين من خلال ذلك على استنهاض همم أبناء وطننا وبث الروح الوطنية في نفوسهم للوقوف جنباً إلى جنب في صف واحد للتصدي لما تتعرض له بلادنا من مؤامرات خارجية وتمر به اليوم من أزمات، لنحقق نصراً جديداً يدون في سجل انتصارات سورية المشرفة.
|