هذا ما توضحه مجلة عالم الصحة بعددها الصادر في 14 أيلول الجاري وتتابع قائلة:إن زيادة أو نقص هذا المادة مسؤولان ليس فقط عن الانهيار العصبي وفقدان التحكم بالنفس والتصرف التوتري الاختلالي والرهبة والقلق والخوف والصراع وحتى العنف المفرط.
وقد ترافق هذا الوعي المتنامي للدور الحيوي للسيروتونين في حالة مزاج الإنسان ومشاعره وفي بعض الأحيان كان أيضا ناجما عن الفورة في تصنيع الأدوية التي استهدفته بشكل أوبآخر,ومن هذه العقاقيرمضادات الانهيار العصبي والإرهاق مثل(PROZAC,ELAVI) وأدوية العلاج النفسي مثل عقارCLOZAPINE .
وكما هومعروف فلكل عقارطبي آثاره السلبية فمنهاما يسبب النعاس ومنها ألم الرأس والغثيان أو تراجع الوظائف الجنسية.
وربما كانت تلك الأعراض هامة وتؤثر على الجسم ولكنها لاتقاس إذا ما قورنت بأن ما يحدث هو عبارة عن تلاعب بكيميائية الدماغ الإنساني ما يحفز على تشكيل أرضية لمشاكل أخطر بكثير من تلك السابقة الذكر.
السؤال الذي يطرح نفسه ماحقيقة كيميائية الدماغ?
عند غياب الناقلات العصبية وهي السيروتونين والزوباين و......لا يستطيع الدماغ معالجة المعلومات الواردة اليه ولا إرسال التوجيهات لإدارة بقية أعضاء الجسم وذلك لأن الخلايا العصبية تفصل بينها فجوات تمنع حدوث تواصل كهربائي هنا تتدخل الناقلات السابقة الموجودة في أطراف الخلايا العصبية لتشكل جسر عبور يوصل المعلومات والإشارات الى حيث ينبغي أن تصل.
ويشيرالعالم استيفان هيل الى أن هذه الناقلات تعدل المعلومات الخام التي تصل وتحولها معطية إياها طابعا مزاجيا ولذلك يقال إن مزاج الإنسان وطباعه أشبه بسيمفونية يتولى فيها السيروتونين دور قائد الأوركسترا.
فالسيروتونين ومعدلات وجوده في نهاية المطاف هي التي تعطي الإنسان الإحساس بالرضا من عدمه والسيروتونين هو الذي يتولى مهمة التقرير إن كنا سننظر الى كوب الماء باعتباره نصف ملآن أو نصف فارغ.