تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أول مئذنة

رمضانيات
الأربعاء 27 /9/2006م
أيمن الحرفي

لقد أصبحت المآذن من متممات معمار المساجد والجوامع, والمعروف أن (بلالاً) هو أول مؤذن في الإسلام, ولكن ما أول مئذنة?.

يحدثنا التاريخ وكتب السيرة بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أمر (بلالاً) بأن يؤذن في الناس داعياً للصلاة, فكان (بلال) يؤذن من أعلى سطح مجاور للمسجد, وفي بعض الأحيان كان صوت المؤذن ينطلق عالياً من فوق سور المدينة, وقد بقي الأمر كذلك حتى بنى المسلمون المئذنة لأول مرة في دمشق, وكانت على شكل برج مربع, وقد سميت بهذا الاسم اشتقاقاً من الآذان, وفي بعض المناطق تسمى (منارة) لانبعاث النور منها وسميت أيضاً (صومعة) لأن العرب كانوا يطلقون على أبراج الزهاد اسم (صوامع) وقد انتشرت هذه التسمية خاصة في شمال افريقيا, كما أن بعض سكان المغرب يسمون المئذنة (عساس) بمعنى مكان المراقبة والملاحظة, ما يدل على أن المئذنة استخدمت في بعض الأحيان للمراقبة نظراً لارتفاعها وعلوها عن سطح المنازل ما يسمح للناظر بأن يسرح الطرف إلى مكان قصي دون حاجز أو مانع يحجب النظر.‏

أول مئذنة بنيت في الديار الإسلامية على شكل برج مربع يوحي بالرصانة والتقشف هي التي يطلق عليها اليوم اسم مئذنة (عيسى) في الجامع الأموي بدمشق, وقد شيدت بالحجارة المنحوتة على الجدار الجنوبي من الجامع, ولايزال قسمها باقياً مصوناً منذ ذلك العصر, وذلك على الرغم من حوادث الدهر واحتراق الجامع أكثر من مرة, ويبلغ ارتفاعها 48 متراً منها 37,5 متراً على شكل برج مربع يعلوه بدن (مثمن) قطره 280 سم وفوقه (مثمن) آخر أدق وأقصر من الأول يبلغ ارتفاعه 450 سم وتنتهي المئذنة برأس مخروطي بارتفاع 650 سم وقد تبث في أعلاه قضيب من المعدن, هذا ومن المآذن الفريدة في شكلها, مئذنة (الملوية) في (سرمن رأى) أو سامراء, وقد شيدت أمام الضلع الشمال للمسجد, وتبعد عنه 25 متراً مخروطية الشكل, تدور حولها من خارجها باتجاه معاكس لدوران عقارب الساعة خمس مرات, وتبدأ المرقاة من وسط الضلع الجنوبي للقاعدة, وتنتهي في القمة بغرفة صغيرة مستديرة يبلغ علوها 6 أمتار لها باب من الجهة الجنوبية, ويبلغ ارتفاعها عن سطح الأرض 52 متراً, وقد بنيت في عهد الخليفة العباسي (المتوكل ) وبعد أن ضاق (جامع المعتصم) بالناس أمر الخليفة المتوكل بهدمه وبتشييد مسجد جامع بدلاً منه.‏

وقد استغرق بناؤه ثلاث سنوات من سنة 234 ه إلى سنة 237ه (849- 852 م) وأغلب الظن أنه ليس لهذه المئذنة نظير في الديار الإسلامية إلا مئذنة (جامع ابن طولون) في القاهرة, حيث ترقى إلى القرن الثالث للهجرة.‏

أما المآذن العثمانية فإنها تمتاز برشاقتها وقاماتها الممشوقة الكثيرة الأضلاع حيث تنتهي بقلنسوة مخروطية مصفحة بالرصاص, وبشرفة واحدة على الأغلب مكشوفة والنموذج الشاهد على هذه المآذن (مآذن جامع أيا صوفيا) في استانبول والمئذنتان المتناظرتان المتماثلتان في جامع (التكية السليمانية) بدمشق التي يرجع عهد بنائها إلى القرن السادس عشر الميلادي, وفي مصر منارة الجامع الأفخر المعروف (بالفاكهاني) وكذلك مئذنة مسجد المحمودية في ميدان صلاح الدين , حيث تنتصب على قاعدة مستديرة حليت بالزخارف والنقوش الجميلة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية