|
الإيفاد وصمة العار التي تلاحق أصحابها...تعديل ... و استثناءات فصلت على مقاسات محددة..?! مجتمع الجامعة نفس هذه المسابقة أعلنت عنها الوزارة في السنوات اللاحقة مع تعديل طفيف! د. نجيب عبد الواحد :
ليس كل من حصل على شهادة الدكتوراة ينجح في ان يكون مدرس في الجامعة, وهاجسنا الوحيد هو الجودة والان هناك حملة كبيرة لتحسين جودة التعليم ولذلك نحن حريصون على انتقاء الاساتذة ولنا طموحات استراتيجية ان نؤسس مركز للقياس والتقييم يضم الدكاترة و المتفوقين والمعيدين ويقيم كل ما من شأنه كشف مهارات وميول المتقدمين للتدريس الجامعي وكشف مستوى التحصيل للخريجين بهدف تقييم المناهج وبرامج التعليم والتدريس معا وذلك خلال السنوات الثلاث القادمة سيكون المشروع قيد التنفيذ فنحن نحاول ان نؤسس للعمل لنضمن له الاستمرار ولا نريد العمل على مشاريع تنتهي بانتهاء القائمين عليها د. علاء اشتي: ( أعطوني نفس الميزات التي يتمتع بها استاذ الجامعة سواء المادية او المعنوية ولن افكر بعدها ابدا ان استغني عن مكان عملي) سليمان الاعوج: ( ما الفرق بيننا وبين الذين درسوا لصالح الجامعات حتى نحرم نحن من التقدم الى مسابقة اعضاء الهيئة التدريسية, فنحن وهم درسنا معا في نفس الجامعات ونحن وهم كان لنا نفس المعدل الجامعي العالي ونحن وهم اخذنا نفس العلوم فلماذا يستحقون هم ان يكونوا في الهيئة التدريسية مع كل مميزاتها بينما نعامل نحن كموظفين ليس لشهاداتنا اي ميزة ) ** هذا التعديل كان نصا واضحا يمنع الموفدين على حساب الوزارات الاخرى والمؤسسات من التقدم لهذه المسابقة مع استثناءات توحي وكأنها فصلت على مقاسات محددة. الدكتور علاء اشتي المختص بهندسة الذكاء الصناعي يستغرب لماذا لا يحق له التقدم للمسابقة طالما أن الدولة التي أوفدته هي نفسها الدولة التي ستستفيد من خبرته في التدريس الجامعي بغض النظر عن الجهة التي اوفد لصالحها فالمطلوب منه خدمة الدولة والجهة التي أوفدته موافقة على تقدمه للمسابقة ومغادرتها الى التدريس الجامعي, لكن المسألة تبقى بيد وزارة التعليم العالي التي تمنع الموفدين لصالح جهات اخرى من التقدم لهذه المسابقة بالرغم من عدم وجود مانع قانوني لذلك, فقانون البعثات وكذلك قانون القبول في الهيئة التدريسية لا ينص على ما يمنع امثاله من التقدم للمسابقة وهنا يقول معاون وزير التعليم العالي الدكتور نجيب عبد الواحد: (وزارة التعليم العالي هي الجهة الوحيدة التي يوكل اليها ايفاد دارسين بهدف تعينهم في عضوية الهيئة التدريسية أما المؤسسات والوزارات الاخرى فهي تقوم بايفاد دارسين لاختصاصات تحتاج اليها ضمن خطة حكومية شاملة تهدف الى بناء القدرات البشرية, وهنا لا يجوز لوزارتنا أن تنكث العهد لتأخذ هذه الكوادر من وزاراتهم التي أهلتهم لتستفيد من خبرتهم ). ويستغرب عبد الواحد رغبة الموفدين على حساب الوزارات الاخرى للتقدم للمسابقة بالرغم من أنهم موجودون في المؤسسات التي صرفت عليهم واوفدتهم ومن واجبهم ان يلتزموا بها ويقوموا بخدمتها على احسن وجه لأنها هي التي جعلتهم ينالون شهاداتهم العالية, ويرى أن اتجاههم للتدريس الجامعي هو بمثابة هروب من مسؤولياتهم, لكن هذا الاستغراب لا يفهم ببراءة عندما نوجهه للدكاترة الموفدين لصالح وزارات اخرى اذ يقول الدكتور سليمان الاعوج اختصاصه محطات معالجة: ( على وزارة التعليم العالي وعلى الوزرات التي اوفدتهم أن تتساءل أولا لماذا نبحث عن فرصة عمل جديدة ولماذا نهرب من أماكننا كما يقولون, يجب أن يبحثوا عن أسباب هذا الهروب قبل أن يتهمونا بالسعي له). الدكتور عبد الواحد يؤكد أن الرغبة لدى الموفدين في تقدمهم لمسابقة التدريس تحثها مطامع هؤلاء بالمكتسبات التي يقدمها التدريس الجامعي للهيئة التدريسية فيه وهنا يقول الدكتور علي الشبلي واختصاصه جيوتكنيك: (من حقنا أن نسعى الى الظروف الافضل, ومن حق أي شخص في العالم أن يطمح لتحسين وضعه, ولكن الامر بالنسبة لنا هو حق حرمنا منه, لماذا نحرم من التقدم لمسابقة تدريس فقط لأننا موفدين لصالح وزارات اخرى, أصبح الايفاد بالنسبة لنا وكأنه وصمة عار تلاحقنا اينما ذهبنا, وتحرمنا من دخول الحرم الجامعي مع أننا درسنا مع موفدين وزارة التعليم العالي في نفس الجامعات ولنا نفس معدلاتهم وتلقينا معهم نفس العلوم فلماذا يحرم علينا .) الدكتور نضال نظام دكتوراه في التحكم الالي يقول: ( أنا ببساطة لا أريد أن أترك مكاني لأكون في الهيئة التدريسية ولكن يجب على القائمين أن يتساءلوا عن الاسباب التي تدفع الكثيرين للتفكير بترك عملهم والسعي خلف التدريس الجامعي ذلك لأن الظروف التي يعمل بها الحاصلين على شهادات الدكتوراه في الوظائف العامة مخزية بكل معنى الكلمة فناهيك عن الدوام الطويل وطبيعة العمل الشاقة والممتلئة بالمسؤولية نجد أنهم في كثير من الاحيان لا يوضعون في الاماكن التي تتناسب مع اختصاصاتهم.) هذا ما أكده د. علي الشبلي الذي وضع في مكان لا يتناسب مع اختصاصه ويتساءل دائما عن سر احتفاظ مؤسسته به أو ايفاده لدراسة اختصاص لا تحتاج اليه. ويتابع الدكتور نضال نظام ليقول:( أما طريقة المعاملة التي يتلقاها الدكاترة في أماكن عملهم, ممن هم أدنى منهم علميا ووظيفيا طريقة نكاد نقول بأنها تخلو من اي احترام لمكانتهم العلمية, فمثلا الدكاترة في الوظائف العامة يتحكم بهم مراقب الدوام الذي يحاسبهم على ساعة دخولهم لمؤسساتهم وساعة خروجهم منها وهو شخص قد يكون تحصيله العلمي لا يتجاوز الابتدائية, وهذه طبعا أبسط الامور, ومن الامور الاخرى التي تدفع المؤهلين علميا للتوجه للتدريس هي طبيعة عمل التدريس الجامعي السهلة اذ يستطيع استاذ الجامعة ان يحصر محاضراته في يومين او ثلاثة من ايام الاسبوع ويعطل بقية الاسبوع اضافة الى المرتب المالي المجزي الذي يتقاضاه استاذ الجامعة مقارنة بشخص يحمل نفس التحصيل العلمي ولكن بوظيفة عادية, أضيفي الى ذلك تعويض طبيعة العمل الذي يتقاضاه المدرس في الجامعة, والسيارة التي تخصص له, ومفاضلة القبول الجامعي الخاصة بأبنائه, في حين اذا تأخر الدكتور العامل في مؤسسة عامة خمس دقائق عن عمله تحسم من اجازاته, وبعد كل ذلك يستغربون لماذا يهرب الموفدين من مؤسساتهم?!) وهنا يؤكد الدكتور علي الشبلي أن فرق مرتبه عن مرتب المهندس العادي لا يتجاوز ( 700) ليرة سورية فقط لا غير ويقول: ) لقد ندمت على سنوات الدراسة الاضافية والتعب الذي بذلته من اجل لا شيء فلو بقيت في عملي كمهندس عادي لكان وضعي الوظيفي الان افضل بكثير, اضافة الى المعاملة التي نتلقاها في مديرياتنا فبمجرد اننا نحمل شهادة الدكتوراه يكبر الخوف منا على كراسي الاخرين وتصبح الحرب من نوع اخر خوفا من اخذ اماكنهم.) المميزات التي يتمتع بها الاستاذ الجامعي مغرية للغاية وتشعرنا بمقدار الاجحاف الذي يطالنا نحن الذين درسنا لحساب جهات اخرى وبالطبع لا نلوم وزارة التعليم العالي على منحها لهذه المميزات لاعضاء الهيئة التدريسية ولكننا نستغرب لماذا لا تعاملنا مؤسساتنا بنفس الطريقة
|