منذ زمن بعيد ونحن ننتظر صدور قانون حماية اللغة العربية, ونقدم أعظم الشكر والامتنان للسيد الرئيس بشار الأسد لاهتمامه بها, لأنها حصن أمتنا ومعمار هويتنا..
وقد أرسل من خلال خطابه بعد القسم, رسالة قومية مفادها أنه لا يمكن للوعي السياسي والقومي أن يتما إلا إذا رافقهما وعيٌّ لغوي سليم, وهذا لا يتحقق إلا عن طريقين الأول رسمي, عن طريق قرارات تصدرها الدولة تجبر المحلات التجارية والفنادق وغيرها بالأسماء العربية, وبوضع الاسم الأجنبي بخط أصغر من العربي وتحته..لأن ما نراه اليوم أن الاسم العربي زال واستعلى الأجنبي عليه, والطريق الآخر هو شعبي, فقد أصبحنا نرى كثيراً من الجامعات والمدارس الخاصة تفاخر في إعلاناتها بأنها تدرس باللغة الانكليزية, نحن لسنا ضد العناية باللغات الأخرى, لكن لا نريد أن يكون تعليمها وتعلمها على حساب لغتنا الأم, ونرى من الضروري نشر الوعي اللغوي في المجتمع وتعبئة الشعور باحترام اللغة الوطنية والاعتزاز بها, فحتى الأمي والعامي أصبح يختار لمحله اسماً لا يعرف هو نفسه معناه, فمثلاً (سوبر ماركت أبو علي), وأبو لا يعرف ما معنى كلمة سوبر ماركت فالمواطن لم يعد لديه شعور باحترام لغته.
نريد حملة إعلامية واعية لإعادة اللغة العربية الى مكانتها في نفوس الناس, وكل أعضاء المجمع وأساتذة اللغة العربية, سيكونون جنوداً لهذه الدعوة التي بدأها وأعلنها مشكوراً, السيد الرئيس بشار الأسد.
***
د.ممدوح خسارة: أمانة في أعناقنا
اللغة العربية هي هويتنا وحافظة خصوصيتنا وحاملة قيمنا ومَكنز ثقافتنا ولذلك فإن الفقرة الخاصة بحماية اللغة العربية والمحافظة عليها في خطاب السيد الرئيس تحمل دلالات كثيرة وهامة ولعل أوضحها
- أولاً: إن الجبهة الثقافية واللغوية لا تقل أهمية ولا خطورة عن باقي الجبهات التي ترابط عليها الأمة بل هي الأخطر على المدى البعيد والمستوى التاريخي.
- ثانياً إن الغزو اللغوي الذي يتستر ويتخفى برداء العولمة الثقافية قد بلغ من الخطورة مبلغاً حمل أعلى قيادة سياسية في البلد على أن تجعل التصدي له في هذه المرحلة من أولوياتها وعلى قدم المساواة مع التحديات الكبيرة التي يواجهها وطننا العربي مسهمة بذلك مع القوى العالمية الممانعة والمقاومة لطمس الثقافات الأصيلة أو تذويبها في أتون الأمركة الثقافية..
- ثالثاً: إن ترجمة التوجيهات والتطلعات الواردة حول لغتنا في هذا الخطاب يجب أن يسهم فيها كل المواطنين بأن تحول الى أفعال وممارسات تعيد للعربية سلامتها وكرامتها في مدارسنا ومؤسساتنا..ذلك أن اللغة العربية أمانة في أعناقنا جميعاً فهي أمنا كلنا.
- رابعاً: إن ما يكسب هذه التوجيهات الثبات والفاعلية أن تحول الى تشريعات لغوية..تحظر الاستعمال اللغوي الخاطئ وتلزم المؤسسات كافة توخي السلامة والصحة في الأداء اللغوي لاسيما المؤسسات التعليمية والإعلامية.
***
سياج هويتنا .. وعنوان حضارتنا
من كل حدب وصوب من البر والبحر ومن السماء من فضائه الرحب يبحثون عن منافذ عن دروب , يبحثون عن وسائل تجدد نفسها ليدسوا السم لنا, غزو فضائي يكاد يكون مطرا والغاية ليس أرضاً قاحلة ولا صحراء واسعة, ولا غابات يريدون اطفاء حرائقها , بل انه المطر الذي يحرق الاخضر واليابس , ينصب في حقول الحياة, في معانيها في الثقافة والتراث, يريد اغتيال قيمنا وثقافتنا , يريد كسر ارادة الحياة لنا.
باختصار انهم يريدون اغتيال هويتنا الثقافية وتهميش تراثنا وتسطيح ذاكرتنا , انها عولمة القهر الممتد عبر مساحات الكون بمساربه ولكن ماذا عنا نحن الذين نتعرض لهذا الغزو المنظم..?
لغتنا العربية سياج هويتنا وعنوان عزتنا وكرامتنا ودرعنا الحصين اهملناها قليلا عن قصد أو غير قصد , اهملها المثقفون وبعض المبدعين قبل ان تهملها مؤسسات التربية والتعليم, وكما يعلم الجميع فإن اللغات كائن حي ينمو ويعيش ويزدهر بازدهار الحياة..
وهذه الحقيقة التي يعلمها القاصي والداني تشير ايضا الى اننا قادرون ان نبعث الحياة في هذه اللغة لاننا شعب حي , شعب له حضارته الضاربة في الاعماق.. نعم اننا حماة اللغة العربية , هنا في سورية وقبل ما يقارب القرن من الزمن كان اول مجمع علمي يعنى باللغة العربية, وصار مجمع اللغة العربية , هنا في دمشق في سورية اول جامعة عربية ترفض ان تكون مناهجها بغير اللغة العربية وكان التحدي واثبتنا ان لغتنا هي أقدم اللغات وأعرقها وأكثرها مرونة واستيعابا واوسعها اشتقاقا وليس صحيحا ما يدعيه الاخرون من أنها قاصرة عن استيعاب معطيات الحضارة .
واليوم يزداد تمسكنا بهذه اللغة ويزداد عشقنا لتراثنا ولابداعنا ونفخر بأننا في سورية نتحدث بلسان عربي مبين , مبين في المعاني والمصطلحات , نتحدث بمعاني الحياة واشراقة التراث ونبض الحياة وفجر المستقبل.
لغتنا لم تصدأ ولم تهمل عن قصد , ها هي المؤسسات الثقافية والتعليمية والتربوية والاعلامية تنهض بخطة متكاملة من اجل ازالة ما علق بها من امر ضار وشوائب ودون ان ننغلق على الاخر.. نعتز بلغتنا بثقافتنا ونفتح نوافذنا لكل هواء او نسيم طيب يحمل ثقافة انسانية دافئة , ثقافة تزيد التفاعل والتواصل دون ان تحاول مسح الاخر او تلغي دوره..
لغتنا العربية في المواجهة وهي سيف عربي شآمي يزداد صلابة وقدرة على الحياة وها هو السيد الرئيس بشار الاسد يقف وقفة الخبير العارف والمستشرق لابعاد ما نراه ويعلن ان الوقت قد حان وان العمل يجب ان يزداد وتيرة من اجل الحفاظ على هذه اللغة وصيانتها والارتقاء بها.
نعم اننا مسؤولون جميعا عن صفاء لغتنا ونقائها وبهاء رونقها لاننا نضع ثقافتنا من نبض الحياة ومن اتساع التواصل والتفاعل .. هي نقطة جديدة ترسخ ما تحقق وتطمح المزيد من العمل من اجل لغتنا من اجل ثقافتنا .. نعم هذه هي سورية حضارة تمتد آلاف السنين راسخة في العطاء تعانق الجميع وترتفع راياتها عاليا وتحمل راية العروبة قولا وعملا وممارسة.. والعمل قبل اي شيء ولنبدأ فالطريق واضح والاهداف منيرة ونبيلة .
***
د.سهيل زكار:الخطاب بداية لمرحلة من مراحل الارتقاء العربي الأصيل
إنه خطاب رجل دولة من الطراز الأول واضح تمام الوضوح, تحدث بصدق وشفافية وكان حديثه صادر من القلب الى قلوب الجماهير, يلاحظ ان هذا الخطاب تركز بالدرجة الأولى حول الأمور الداخلية لكن دونما إهمال للمسائل الخارجية هناك نقاط كبيرة جداً تستدعي الوقوف عندها منها الجوانب التي تحدث فيهاعن النهوض بالتعليم بجميع مراحله, ولا سيما الجامعي ولفت انتباهي حديثه عن اللغة العربية وكيف أنه شخصياً مع إجادته لعدد من اللغات غير العربية مهتم بتحسين معرفته وأدائه للغة العربية, لأنها الحاضن للأمة العربية والأداة الأعظم تأثيراً في الحفاظ على الهوية العربية عبر العصور وطبعاً بفضل اللغة العربية أمكن كما هو معلوم مقاومة كل القوى التي حاولت أن تطمس تاريخنا وتبدده وسعت الى احتلال الأرض وأخفقت ضمن عدد كبير من المعطيات على رأسها اللغة العربية, ونوه السيد الرئيس بأن سورية كانت من أول البلدان العربية التي عربت التعليم في جميع المراحل, وبالفعل معروف عالمياً أن طلابنا خاصة في كليات الطب والكليات الأخرى يجيدون التعامل مع اللغة العربية وغيرها من اللغات, وتبين أن العربية يمكن أن تستوعب جميع الاصطلاحات الحضارية والثقافية وبالفعل العربية من أغنى اللغات بما فيها من مفردات ومترادفات ولا يوجد لغة أخرى في التاريخ قديمة وحديثة مثلها على العموم, يمكن القول إن هذا الخطاب هو بداية لمرحلة من مراحل الارتقاء في هذا البلد, الارتقاء العربي الأصيل منذ قيام الحركة التصحيحية بقيادة القائد الراحل حافظ الأسد حتى الآن, وان الرسالة بيد أمينة تمتلك الكفاءة والإخلاص وتتمتع بالثقة من جميع جماهير الأمة العربية والعالم الإسلامي وأحرار الدنيا.
***
محمود الربداوي : لفتة كريمة نحو العربية
لست مبالغاً ولا مجاملاً إذا قلت إنني كنت أتابع باهتمام شديد خطاب السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد (خطاب القسم) وانتقل معه من فكرة الى فكرة, وأتابع حديثه فقرة فقرة سواء المكتوبة أم المرتجلة, وكان يشدني في خطابه شيئان: الأفكار الرزينة الجريئة الصريحة واللغة العربية البليغة التي يصوغ بها هذه الأفكار بكل شفافية ووضوح.
ولست في موقع من يريد أن يحلل الخطاب تحليلاً صحفياً, ولكني أعترف أنني بلغت قمة السعادة عندما تطرق الخطاب الى (اللغة العربية) ويشاركني في ذلك قطاع كبير من المشاهدين والمستمعين.
سمعناه يقول: (يجب أن نولي أهمية كبيرة لموضوع هام جداً هو اللغة العربية, هذه اللغة المرتبطة بالقومية العربية, فهي جوهر قوميتنا, ومقوم تاريخنا وكياننا) ولذلك آثر أن يجعل لها مكاناً في (خطاب القسم) شعوراً منه بأن اللغة العربية, بفعل الغزو اللغوي (الانترنيت) و (الستلايت) هذه التكنولوجيا التي غدت تقتحم علينا بيوتنا, وتحاور أسرنا وأولادنا, ليل نهار, مما أدى باللغة الى شيء من التراجع في نقائها وفصاحتها وجميلة تلك اللفتة الحانية التي عاد فيها الأسد الى ماضي سورية التي أعطت, منذ وقت مبكر, اللغة العربية كل اهتمام, وما أجدر سورية الحديثة أن تواصل هذا العطاء لكي تعيش اللغة العربية معها بإعلامها وتعليمها كائناً حيا ينمو ويتطور, قادراً على الصحو والانتاج في عصر العولمة والمعلومات التي تتعرض لها ثقافتنا, ويتعرض لها وجودنا القومي لمحاولات طمس الهوية الثقافية, وتظل درعا متينا لقوميتنا في مواجهة التغريب.
جميل أن يهتم المرء باللغات الأجنبية, فهي جسر التواصل بيننا وبين ثقافات غيرنا من الأمم, ولكن لا نقبل أن تكون أية لغة أجنبية بديلة عن العربية. وأكد الدكتور بشار على اهتمامه الشديد باللغة العربية مما جعله ينقل اهتمامه الى نائب الرئيس للشؤون الثقافية الدكتورة نجاح العطار التي طلب منها اجتماعات مع الفعاليات المختلفة من الحكومة وخارج الحكومة لوضع إطار عام لمزيد من الاهتمام باللغة التي نخشى عليها مع مرور الوقت أن تضعف, ويضعف بضعفها الشعور الوطني والقومي والديني.
إنها لفتة كريمة من السيد الرئيس نحو العربية, كان المثقفون ينتظرونها بعد مدة من الزمن ولكن اهتمام السيد الرئيس بها جعلها فقرة من (خطاب القسم).
***
أحمد الخوص: خطوة رائدة
لا شك أن اهتمام رئيسنا المفدى باللغة العربية نابع من انتمائه العميق والأصيل لهذه الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة.
ولقد سررت بهذا الخبر الذي أثلج صدري وحرك مشاعري, فموضوع اللغة العربية حساس جداً وهام جداً ويجب أن نتمسك به جيداً لأن كل أمة أو شعب يريد الحفاظ على كيانه القومي ومشاعره الوطنية عليه أن يهتم بهذا الرابط المتين الذي يجعل الأفراد وحدة متماسكة أمام أي هجمة استعمارية أو بربرية, كما فعل ذلك هولاكو في بغداد وقد كرر تلك الهجمة البربرية بوش حين استباح المتاحف نهباً والأساتذة قتلاً واغتيالاً.
وأجمل ما في الخطاب أنه ربط اللغة العربية بالقسم, مما يعني ذلك اهتمام سيادته بهذا الجوهر الثمين الذي ينمي أواصر الصداقة والمحبة ويمتن الترابط لدى أفراد شعبنا, هذا الشعب الذي كان ومازال يعطي اللغة العربية القسط الأكبر والحظ الأوفر من وقته وحياته لئلا تطمس الهوية العربية حيث يشكل التمسك باللغة العربية عنواناً لهذا الوجود ذاته.
وإذا كان سيادته يتكلم عدة لغات بطلاقة فهو حريص على لغته العربية, فلا يهتم بمضمون الخطاب بقدر ما يهتم بعدد الأخطاء اللغوية لديه وما أقلها!
وفي رأيي أن المناهج المدرسية عليها أن تكون في صور أحلى وحلل أبهى وأسلوب أرقى مما يحبب الطالب بلغته فيقبل على تعلّمها كما يقبل على لعبه ولهوه, وعلينا أن ننتبه الى وضع حصة أو حصتين في الأسبوع لتعليم الخط العربي من خلال تأهيل الكوادر المتخصصة بذلك, كما حدثني السيد وزير التربية أن جميع الكتب في المرحلة القادمة سوف تكون مشكلة والشكل بلون مختلف عن لون الحرف.
ولا يظننّ أحد أن ذلك بعيد المنال فرحلة الألف ميل تبدأ بخطوة, وما تكليف سيادة الرئيس لنائب رئيس الجمهورية لشؤون الثقافة الدكتورة نجاح العطار بهذا الموضوع وعقدها اجتماعات مع الفعاليات المختلفة في الحكومة, وخارج إطار الحكومة إلا دليل على تفعيل هذا الأمر ووضعه في حيز التنفيذ, حيث الضعيف في اللغة ضعيف لأي ارتباط آخر بالنسبة لوطننا أو قوميتنا أو ديننا.
والأمر الثاني أنني لم أفاجأ بذلك لأن طبيعة الحياة ومنطق الأحداث في سورية يفرض هذا الأمر مادامت لغتنا عنوان هويتنا كما قال القائد الخالد حافظ الأسد.
وأرجو من الله تعالى ألا تلعب الوسائل المشروعة وغير المشروعة في تبديد هذه الخطوة الرائدة.
**
د.جورج جبور : حديث عن وحدة الثقافة العربية
اللغة العربية هي المقوم الأول للقومية العربية, والقومية العربية هي الأساس الذي عليه قام حزب البعث العربي بدءاً من أوائل الأربعينيات, وهكذا فإن الرئيس حين عبر عن اهتمامه باللغة العربية إنما كان يعبر عن اعتزازه بقوميته العربية وبانتمائه البعثي, واللغة العربية لغة ذات تقاليد وقدسية والحفاظ على تقاليدها وقدسيتها أمر مطلوب, ومطلوب معه أيضاً تطوير اللغة العربية بأساليب مختلفة لكي تواكب العصر الذي نحن فيه, ولا ريب ان مجامع اللغة العربية واللغويين العرب بشكل عام وكل القوميين العرب من واجبهم الاهتمام بجعل اللغة العربية سهلة يمكن التواصل من خلالها بالمنجزات التي يعرفها عصرنا, نحن نعلم أن ثمة في العالم حرباً غير معلنة اسمها حرب اللغات ولعل أحد أبرز مظاهر هذه الحرب هو ذلك الكلام الذي وجهه جورج بوش الى رؤساء الدول في اجتماع مجموعة الثماني الكبار في ألمانيا قبل عدة أسابيع فبعد أن بدأ كلمته بالانكليزية اكتشف أنها تترجم الى الألمانية فعبر عن دهشته بل غضبه فصاح بمن حوله أليس كل الناس هنا تفهم الانكليزية فلماذا تترجمون? فتم افهامه ان هذه التقاليد وهكذا نرى ان الألماني لا يتحدث مع الغريب إلا بلغته, وهذا هو الشأن الفرنسي وشأن كل متمسك بقوميته وثقافته في هذا العالم أرجو ان يكون للعربية يوم في السنة يطلق عليه اسم اللغة العربية, اللغة العربية لغة خالدة خلود القرآن الكريم الذي حفظها ونشرها في أصقاع المسلمين, ان الحديث عن اللغة العربية هو حديث عن وحدة الثقافة العربية التي تقود بلاريب الى مزيد من وحدة السياسة العربية وهكذا فان الرئيس بشار الأسد حين تحدث عن اللغة العربية لم تكن غائبة عنه تلك الأهمية السياسية التي تنهض بها اللغة وأحب أن أذكر في الختام أن أكبر مشكلة تواجه الاتحاد الاوروبي هي تعدد لغات دوله, وان أكبر الإدارات في الاتحاد إنما هي إدارة الترجمة فلننتظر كيف يتوحدون ولغاتهم مختلفة, بينما نتبعثر ولغتنا واحدة شريفة يمكن أن تبنى عليها أقوى وحدة سياسية وحضارية.
***
مصطفى عكرمة: نصيب اللغة العربية الوافر منه..
لاشك في أن خطاب السيد الرئيس كان على مستوى الأحداث في جميع المجالات المحلية والعربية والدولية, وفي مجال المحلية منها كان ككل خطابه مدروساً بعناية فائقة وفي المستويات الكبرى التي أهلّه الله لها وهيأه فكان لها.. مايهمني من الخطاب كشاعر لم أكتب إلا باللغة الفصحى ولم أحد عن موروثي..
من مناهلها الثقافية هو اهتمام سيادته بأمر اللغة العربية موجهاً ومعلماً ولاأحسبُ أن ملكاً أو رئيساً أو مسؤولاً غير سيادته أعطى هذا الأمر الخطير وأولاه ما أولاه سيادة الرئيس..
أقول.. كيف يمكن أن نكون عرضَاً إن لم نفهم العربية قراءة وفهماً وكتابة.. وهذا ما أصبح موضع شك لدى الجميع لأسباب كثيرة ليس هنا مجال الحديث عنها وأرى أن من أخطر عوامل الفُرقة العربية هو عدم فهم هذه اللغة التي هي الجامع الأول والعامل الأهم في تكوين الأمة..
إن جمهوريتنا تسمى الجمهورية العربية السورية وهذا يعني أول ما يعني أن يكون اهتمانا منصبّاً على فهم هذه اللغة فهماً تتلاقى به مشاعرنا وتتوحد منطلقاتنا لتزول الفوارق فيما بيننا وهذا في اعتقادي مبعث اهتمام السيد الرئيس في هذا الخطاب التاريخي ومن دواعي فخرنا في هذا القطر الذي عِرُبت فيه كل العلوم الجامعية وأصبحت اللغة العربية فيه مقررة على جميع فروع الجامعات فيها فكان بذلك الرائد في هذا المجال.. ومما يزيد فخرنا واعتزازنا واعتزاز المخلصين لهذه الأمة.. أن نرى سيادة الرئيس يولي هذا الأمر ما يستحق من الأهمية في خطاب تاريخي جاء في أخطر مراحل حياة هذا الكوكب.. مع إدراكنا لأهمية قطرنا في هذا العالم.. لم يكن لفرحي حدود حينما استمعت الى سيادته وهو يعطي لغتنا الحبيبة الخالدة هذا الاهتمام الذي لاأروع عندي منه ولاأعظم ولاأحب الى قلبي ولاأدعى للفخر والاعتزاز بأمر آخر مثله.. إلا أن يضع المسؤولون في كل المواقع المعنية هذا الاهتمام الرئاسي موضع التنفيذ والمتابعة حتى يتحقق ما قصد إليه سيادته.. ونبّه الى خطورته ووجه الى ما يوصلنا بهذه اللغة الى ما تريد وما تستحقه.