مؤكدا عزم بلاده على المضي حتى النهاية في التحقيقات لكشف ملابسات اغتيال رئىس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري مشيرا الى وضع كل المعطيات والمعلومات التي توافرت لدى الاجهزة الامنية والقضائية اللبنانية في تصرف الفريق الدولي تسهيلا لمهمته.
في هذه الاثناء اكد الجيش اللبناني التزامه عقيدة وطنية تقوم على تعزيز العلاقات الاخوية مع الجيش العربي السوري الشقيق الذي قدم التضحيات الغالية لاستعادة وحدة لبنان والدفاع عن استقراره وسيادته بينما دعت الاوساط اللبنانية الى وجوب تشكيل حكومة وطنية تتولى الاشراف على الانتخابات النيابية المقبلة لافتة الى ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية التي لن يعززها سوى الحوار الهادئ والهادف من اجل الحفاظ على الوطن.
فقد أكد الرئيس لحود أمس أن الظرف الراهن الذي يمر به لبنان يتطلب من الجميع الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية, وأن كل القيادات السياسية والروحية مدعوة للمشاركة في تمكين البلاد من مواجهة التطورات السياسية التي شهدتها خلال الساعات الماضية, وذلك من خلال التركيز على ما يجمع بين اللبنانيين, ويؤمن وحدة الدولة شعباً ومؤسسات, للمحافظة على الإنجازات الوطنية والقومية التي تحققت خلال السنوات الماضية وتحصينها من أي استهداف من الداخل والخارج.
ونقل زوار الرئيس لحود عنه قوله أمس إن دعوات التهدئة التي صدرت وتصدر عن قيادات سياسية وروحية, خطوة مهمة على طريق التلاقي للانطلاق في حوار وطني يتناول كل المواضيع التي تشغل بال اللبنانيين, معرباً عن أمله في أن يشكل استكمال الإجراءات الدستورية التي تمليها استقالة الحكومة فرصة يؤكد خلالها اللبنانيون على اختلاف انتماءاتهم السياسية والعقائدية أن المصلحة الوطنية العليا والمحافظة على السلم الأهلي والأسس التي أرسي عليها الوفاق الوطني يجب أن تبقى الهدف والمرتجى.
من جهة ثانية أكد الرئيس لحود عزم بلاده على المضي حتى النهاية في التحقيقات الجارية لكشف ملابسات جريمة اغتيال الرئيس الحريري, معتبراً أن هذه الجريمة لم تستهدف فقط شخص الرئيس الشهيد, بل ما كان يمثله من قيم وطنية, وحضور داخل لبنان وخارجه, فضلاً عن استهدافها الأمن والاستقرار في لبنان, ومسيرة السلم الأهلي والوفاق الوطني فيه.
كما أكد الرئيس لحود خلال استقباله رئيس فريق الخبراء الدوليين السيد بيتر فيتز جيرالد أمس وضع كل المعطيات والمعلومات التي توافرت لدى الأجهزة الأمنية والقضائية اللبنانية في تصرف الفريق الدولي تسهيلاً للمهمة التي كلفه إياها الأمين العام للأمم المتحدة السيد كوفي أنان, مشيراً إلى أن التعليمات أعطيت إلى كل الجهات المعنية بالتحقيق, بالتعاون مع الفريق الذي يرأسه والتجاوب مع كل ما من شأنه أن يلقي الضوء على هذه الجريمة النكراء, ويكشف الفاعلين والمخططين والمنفذين تمهيداً لتقديمهم إلى القضاء, وأن السعي إلى الحقيقة هو الهدف الأساسي الآن لعمل أجهزة الدولة والفريق الدولي.
وكان فيتنز جيرالد قد عرض للرئيس لحود المهمات الموكلة إليه في لبنان منوهاً بما لقيه من تعاون مع الجهات القضائية والامنية المختصة, مشيراً الى ان التحقيقات في مثل هكذا جرائم تحتاج الى دقة وخبرات وكشوفات ميدانية.
واعرب عن امله في ان يتمكن من انجاز مهمته خلال المدة التي حددها له الامين العام للأمم المتحدة وجدد التأكيد على انه يقوم بمهمته بتجرد وشفافية.
الى ذلك اجتمع القاضي اللبناني ميشال ابو عراج المحقق العدلي في جريمة إغتيال الرئيس الحريري في بيروت بعد ظهر امس مع فريق الخبراء الدوليين الموفدين من قبل الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان لتقديم المساعدة للقضاء اللبناني في كشف الجريمة.
وقالت الوكالة الوطنية اللبنانية للاعلام ان ابو عراج تبلغ من الفريق الدولي عزمه على الاستعانة بخبراء متفجرات دوليين اثناء التحقيقات مشيرة الى ان عمل الخبراء سيتم مع قسم المباحث الجنائية العلمية وتحت اشرافه المباشر.
من ناحية أخرى أكد الجيش اللبناني التزامه عقيدة وطنية تقوم على تعزيز العلاقات الأخوية مع الجيش العربي السوري الشقيق الذي قدم التضحيات الغالية لاستعادة وحدة لبنان والدفاع عن استقراره وسيادته.
وقالت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني في بيان لها أمس لقد ساعد الجيش العربي السوري في بناء المؤسسة العسكرية في لبنان وبلوغها درجة عالية من الأهلية والجهوزية لتنفيذ مختلف المهام ودعم المقاومة الوطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف البيان إن لبنان يمر بمرحلة دقيقة إثر تداعيات جريمة اغتيال الرئيس الحريري وتصاعد التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان وسورية داعياً إلى مزيد من اليقظة والجهوزية للتصدي لمختلف اعتداءات العدو ومنع أي إخلال بالأمن تحت أية حجة أو ذريعة حفاظاً على مصلحة الوطن والمواطنين مهما بلغت التضحيات.
وفي سياق تداعيات استقالة الحكومة اللبنانية رأى رئيس حزب النجادة مصطفى الحكيم أن الأوضاع في لبنان دخلت منعطفاً خطيراً في ظل فراغ دستوري أحدثته استقالة الحكومة نتيجة الهجوم وحملة التجني ضدها.
ودعا الحكيم في تصريح له أمس الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم الوطنية, مؤكداً أن الرئيس عمر كرامي تحمل كامل مسؤوليته الوطنية وأثبت إيمانه العميق بأن أي عمل للتغيير يجب أن يكون عبر المؤسسات الشرعية والدستورية ومنع نقلها إلى الشارع حفاظاً على أمن البلاد واستقرارها.
من جهته حذر رئيس حزب الحوار الوطني المهندس فؤاد مخزومي من أن أجواء التوتر والانقسام التي عمت الشارع, وانعدام التواصل والحوار بين القوى السياسية من جهة, والفراغ الدستوري الذي تمثل باستقالة الحكومة, تعني ما تعنيه غياباً لهيبة السلطة, يجب تداركها للحؤول دون الوصول إلى المجهول.
ورأى مخزومي وجوب تكليف حكومة انقاذ وطني تتولى الإشراف على الانتخابات النيابية المقبلة, لافتاً إلى ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية التي لن يعززها سوى الحوار الهادئ والهادف من أجل الحفاظ على الوطن.
من جانبها أكدت الحركة اللبنانية الديمقراطية في بيان صدر عنها أمس ضرورة العمل الجاد من أجل كشف مؤامرة الاغتيال والالتزام بوحدة لبنان أرضاً وشعباً والارتقاء بمستوى الخطاب الوطني, داعية المؤسسات الدستورية إلى أخذ دورها ومكانتها على صعيد المصالحة والحوار الوطني المسؤول معتبرة أن المجلس النيابي يبقى الحاضن والملاذ.
بدورها طالبت حركة الناصريين الأحرار جميع اللبنانيين بأن يكونوا على مستوى الحدث والتضامن, لتشكيل حكومة وفاق وطني تبعد شبح التدهور السياسي وتداعياته, معتبرة أن اعتماد سقف الطائف دون سواه هو الطريق الصحيح نحو الوحدة الوطنية الحقيقية.
من جهة أخرى تقدم المحامي عبد الحميد الصراف وكيل مدير عام الأمن العام في لبنان اللواء جميل السيد بدعوى جزائية أمس أمام النيابة العامة الكويتية بحق صحيفة السياسة الكويتية ورئيس تحريرها أحمد الجار الله لإقدامها على نشر اتهامات شخصية حول حادثة اغتيال الرئيس الحريري.
ويذكر أن النيابة العامة الكويتية ستحدد جلسة للاستماع إلى أقوال الجهة المدعية بحق المدعى عليهم قريباً.
في طهران قال كمال خرازي وزير الخارجية الإيراني إن استقالة رئيس الوزراء اللبناني عمر كرامي هي موضوع لبناني داخلي وأمر يخص لبنان معرباً عن اعتقاده بأن رئيس الجمهورية اللبناني والمسؤولين اللبنانيين سيتخذون الإجراءات والقرارات اللازمة.
وأضاف خرازي في تصريح له أمس إن القوات السورية موجودة في لبنان حسب اتفاق الطائف وهي تعمل الآن حسب هذا الاتفاق مشيراً إلى أن سورية أعلنت استعدادها للعمل ضمن اتفاق الطائف.
على صعيد آخر واصل الطيران الحربي و المروحي الاسرائيلي خرقه للاجواء والسيادة اللبنانية .
ونقلت الوكالة الوطنية للاعلام عن بيان لقيادة الجيش قوله ان طائرة استطلاع اسرائيلية اخترقت الاجواء اللبنانية قادمة من ناحية البحر قبالة مدينة صور واتجهت شمالا وصولا الى بيروت حيث نفذت طيرانا دائريا بين بيروت وصيدا ثم غادرت الى الاراضي الفلسطينية المحتلة من فوق البحر قبالة الناقورة بعد ان بقيت في الاجواء اللبنانية نحو ست ساعات.