وبينما أدانت الاوساط السياسية الدولية انفجار الحلة العراقية الذي وقع امس الأول وراح ضحيته 120 قتيلاً وأكثر من 130جريحاً عراقياً, تظاهر مئات من اسر الضحايا وسط المدينة مطالبين بضرورة معاقبة المقصرين من عناصر الأمن.
في غضون ذلك بدأ المرشح لتولي منصب رئيس الوزراء في العراق ابراهيم الجعفري مشاوراته مع مسؤولي الاحزاب الكردية لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
فقد اعلن بيان للجيش الاميركي مقتل جندي اميركي امس جراء جروح اصيب بها في حادث مرور قرب مدينة بيجي.بدورها ذكرت ا ف ب ان قافلة اميركية تعرضت لهجوم بالقنابل في اليوسفية ادى لتدمير عربة عسكرية وألحق اضراراً بسكة الحديد التي تربط بغداد بالبصرة.
من جهتها اعلنت مصادر في الشرطة العراقية امس مقتل تسعة عراقيين واصابة آخرين بجروح في هجمات عدة بالعراق.
وفي مدينة الرمادي أصيب أربعة مواطنين عراقيين امس بنيران القوات الامريكية شمالي المدينة . ونقلت رويترز عن شهود عيان قولهم ان القوات الامريكية قصفت منزلاً لأحد الاهالي من منطقة البوفراش شمالي الرمادي ما أدى الى جرح أربعة اشخاص هم امرأة وثلاثة اطفال مشيرين الى أن القوات الامريكية فتحت النار على منازل لسكان مدنيين في المنطقة المذكورة بعد أن تعرضت دوريتهم لاطلاق نار اثناء مرورها في المنطقة هناك.
كما قتل سائق سيارة مدنية حرقاً في سيارته بعد ان اطلق جنود أميركيون النار عليه حسب شهود عيان, كما قتل اثنان من المقاولين العراقيين امس الأول على يد مسلحين مجهولين, وفي بعقوبة قتل شخصان احدهما سائق نائب المحافظ.
من جانب آخر اكد ضابط في الجيش العراقي ان اربعة جنود عراقيين جرحوا امس اثر اشتباكات مع مسلحين مجهولين في منطقة بير أحمد شرق مدينة الطوز موضحاً ان الجيش العراقي اعتقل خمسة اشخاص يشتبه أنهم نفذوا هجمات مسلحة ضد القوات الاميركية والعراقية في المنطقة نفسها.كما قتل جندي عراقي وجرح اثنان آخران امس الأول على حاجز جنوب بغداد على ايدي مسلحين.
في هذه الاثناء أدانت الاوساط السياسية انفجار الحلة العراقية مؤكدة أنه يشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الانساني الدولي.فقد نقلت ا ف ب عن المتحدث باسم الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان قوله: إن اعمال العنف المتكررة لا ترمي إلا الى نسف التطلعات نحو عراق مسالم وديمقراطي.من جانبه أدان المتحدث باسم البيت الابيض الهجوم مشيراً الى ان واشنطن ستواصل العمل ليمثل الى القضاء من سماهم الارهابيين وعناصر النظام السابق.
كما أدانت كندا هذا الهجوم على لسان وزير خارجيتها الذي دعا العراقيين الى التوحد في وجه الاعتداءات, وفي طوكيو أدان وزير الدفاع الانفجار مؤكداً وجود بلاده العسكري في العراق.كذلك عبرت اسبانيا في بيان لها عن ألمها وتضامنها مع الجرحى وعائلات الضحايا.من جهته ندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي امس بالانفجار واصفاً الهجوم بالعمل الارهابي والهمجي.
الى ذلك تظاهر مئات الاشخاص من اسر ضحايا هجوم الحلة أمس وسط المدينة مطالبين بضرورة معاقبة المقصرين من عناصر الاجهزة الامنية.وذكرت اف ب ان المتظاهرين تجمعوا في مكان وقوع انفجار السيارة المفخخة وسط الحلة مرددين شعارات تدعو الى معاقبة المقصرين وتطالب بحق الضحايا.
من جهة ثانية بدأ المرشح لمنصب رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري مشاوراته مع مسؤولي الاحزاب الكردية في منتجع صلاح الدين شمال العراق والتقى مع خمسة اعضاء اخرين في لائحة الائتلاف العراقي الموحد ومع زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني.
وقد اكد الجعفري وبارزاني امس ضرورة ان تكون هناك مشاركة من قبل جميع العراقيين في الحكومة المقبلة . ونقلت اف ب عن الجعفري قوله في مؤتمر صحفي مشترك بعد مشاورات مع قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني ان الطرفين استطاعا ان يتجاوزا عدة نقاط موضحا ايضا انه جرى التأكيد في اللقاء على الوحدة الوطنية وضرورة مشاركة الجميع في الحكومة العراقية المقبلة.
من جانبها دعت صحيفة الاندبندنت البريطانية الصادرة امس قوات الاحتلال الامريكية والبريطانية الى مغادرة العراق وفق جدول زمني واضح يحدد جلاء كافة القوات الاجنبية عن الاراضي العراقية . وقالت الصحيفة في افتتاحيتها ان استمرار وجود القوات الاجنبية على الاراضي العراقية بما فيها القوات البريطانية يعمل على تأجيج مشاعر العراقيين ويدفع المقاومة العراقية الى مواصلة عملياتها بهدف تحرير العراق من قوات الاحتلال الاجنبي.