تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


اليــــوم الأخيـــــر في حياتهـــــم

ثقافة
الخميس 17-6-2010م
هاني الخير

سعيد فريحة:كيف أموت وحولي كل هذا الجمال؟

سعيد بن أمين فريحة (1905-1978): صحفي لبناني مرموق ولد في رأس الحرف بالمتن لأم سورية وأب لبناني, وبدأ حياته الصحفية في حلب، حيث عمل محرراً ومراسلاً للعديد من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية وبعد سنوات عاد إلى بيروت فأصدر مجلة الصياد التي تحولت مع مرور السنوات إلى مؤسسة صحفية ضخمة، وصدرت عنها جريدة الأنوار فضلاً عن سبع مجلات ذات اتجاهات متباينة لكنها ترضي ميول القراء وأذواقهم واهتماماتهم..‏

جمعت مقالاته بعد وفاته في عشرة مجلدات تحت اسم الجعبة, وفي هذه المقالات متعة وطرافة ولذة وتنوع حتى إنه كان يشرك القراء دون حرج في أدق تفاصيل حياته اليومية وطبيعة مغامراته فلا أسرار شخصية عنده, وفي هذا الشأن يقول الدكتور سهيل ادريس: (كتابات فريحة من الأدب الذاتي التي ترتفع قيمته إلى الصعيد الأول من النتاج الأدبي لأنه أصدق الأدب وألصقه بالمجتمع وأشده تعبيراً عن واقع الحياة، وهو بذلك يدخل في اطار الأدب الانساني العام الذي يصور الإنسان بصدق وصراحة ولا يحرص على أن يجعل منه الإنسان المثالي).‏

كان سعيد فريحة في دمشق في يوم «آذار 1978» حين تعرض إلى أزمة قلبية استدعت نقله إلى مشفى «المواساة» ليتلقى العلاج المناسب.‏

وكانت آخر كلماته.. عندما نظر إلى الممرضات حوله.. وقال: كيف يمكن أن أكون مريضاً وحولي كل هذا الجمال؟! ثم سأل عن ابنته إلهام، وإذ أجابوه إنها في الطريق، أغمض عينيه ودخل في الغيبوبة وتستعيد ذاكرة السيدة إلهام هذه اللحظات المؤثرة بقولها: كان كبار المسؤولين السوريين يتوافدون إلى المشفى معربين عن الأسف والأسى لخسارة صحفي وطني عربي، عارضين كل مساعدة ممكنة، شكرتهم على بادرتهم الطيبة وانطلقنا إلى بيروت عند منتصف الليل في موكب رسمي حاشد ووصلنا عند الرابعة فجراً، ودموعي الصامتة أكثر غزارة من المطر.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية