تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قراءة في حدث.. رحيل الكبار

آراء
الخميس 17-6-2010م
د. اسكندر لوقا

تحتضن الذاكرة البشرية، كما نعلم، أحداثا شهدها التاريخ يستحيل إحصاؤها مهما بذل من جهد، بيد أن هذا قد لا ينطبق على أحداث بعينها وذلك لتأثير وقعها على سكان رقعة واسعة من سطح الكرة الأرضية، وربما يعود السبب

في هذا الى حجم ما خلفته وراءها من تداعيات مستدامة لا يمكن حصرها.‏‏‏‏‏

إن زلزالاً يدمر مدينة بأكملها هو واحد من الأحداث التي تندرج تحت هذا المفهوم كذلك حدث الوباء الذي قتل في أحد الأزمنة القريبة أو البعيدة نسبيا من يومنا هذا مئات الآلاف من الناس في بلد من البلدان قبل أن يخمد وسوى ذلك من أحداث تتعلق بفاجعة سرقة وطن أو تشريد شعب أو انهيار جبل .. الخ.‏‏‏‏‏

على هذا النحو أيضا تحيا في الذاكرة البشرية وإلى يومنا هذا تداعيات أحداث شهدت على سبيل المثال رحيل كبار الفنانين والكتاب والسياسيين والقادة الذين كان لحضورهم في دنيانا أثر بالغ التأثير وخاصة هؤلاء الذين تركوا بصمتهم في المجالات التي عملوا فيها وأدوا دورا مازالت تداعياته ماثلة في الذاكرة وسوف تبقى كذلك إلى أمد غير محدود وهؤلاء وإن كانوا قلة في هذا السياق من حيث العدد، لكنهم بشهادة التاريخ يبقون الأبرز بين من عملوا في المجالات التي وجدوا وعملوا فيها.‏‏‏‏‏

ومن هنا، فإن رحيل واحد من هؤلاء الكبار، رجالا كانوا أم نساء لابد أن يرسم علامة من علامات الخلود في سجل التاريخ البشري كذلك هو القول في ذكرى رحيل قائدنا العظيم الرئيس حافظ الأسد في مثل هذا اليوم قبل عشر سنوات لقد كان اليوم العاشر من حزيران عام 2000 علامة فارقة في تاريخ سورية الحديث وبالتالي كان قفزة نوعية بكل معنى الكلمة، قفزة وضعت حداً لعجلة الانهيار التي رافقت سنوات ما قبل تاريخ استلامه سدة الحكم في البلاد في عام 1971.‏‏‏‏‏

ففي سبعينيات القرن الماضي كان حضور الرئيس حافظ الأسد في وطننا، كان انعطافا من ركن الاستسلام للغير، أياً كانت هوية هذا الغير الى ركن الحسم في اتخاذ ما يضمن مصلحة الوطن من مواقف وقرارات لاتشوبها شائبة من حيث الانتماء الى الذات الوطنية، ومن هنا تكبر تلقائيا صور رحيل القادة الكبار في ذاكرة أبناء وطنه، وتبقى كما هي كبيرة رغم مضي السنوات، وفي إطار هذه المعادلة سوف نبقى نتذكر آباء وأبناء وأحفاداً، صورة الراحل الكبير القائد حافظ الأسد مادمنا على قيد الحياة.‏‏‏‏‏

وإذا كنا نستعيد اليوم في الذاكرة صورة الرحيل المبكر والنبأ الذي فوجئنا بسماعه في هذا السياق فإن ما خفف من هول وقعه على أبناء شعبنا أن كرمنا الله تعالى بقائدنا الشاب الرئيس الدكتور بشار الأسد، ليضفي على مسيرة القائد الأب باستلامه سدة الرئاسة بعداً حضارياً ذا دلالات رسخت في نفوس أبناء وطننا وفي عقولهم، ما يؤهلهم ليكونوا أبناء الغد بما يحمله هذا الغد من آمال كبار في وطن يكون قادراً على الذود عن شرف الوطن والمواطن، وعن الزمن الحاضر وكل‏‏ المستقبل.‏‏‏‏‏

dr-louka@maktoob-com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية