وتحت ضغط الأزمة ومايمكن أن تلحقه من أضرار بالولايات المتحدة في المستقبل فقد حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما من أن البقعة النفطية التي تلوث الخليج هي آفة ستكافحها الولايات المتحدة على مدى أشهر بل سنوات معلنا أن الوقت حان لاعتماد الطاقات النظيفة.
وقال.. إنه وخلافا للزلازل أو الاعاصير فإن التسرب النفطي ليس حدثا آنياً تنزل أضراره في بضع دقائق أو بضعة أيام.
وأضاف أوباما بعد ساعات من عودته من جولة استمرت يومين على سواحل ثلاث ولايات مطلة على الخليج انه أمر بنشر اكثر من 17 ألف عنصر من الحرس الوطني لمكافحة البقعة النفطية ومنع النفط من الوصول إلى الساحل وتنظيف الشواطئ وتدريب الفرق محليا وحتى المساعدة في معالجة شكاوى المنكوبين داعيا حكام الولايات المتضررة جراء الكارثة إلى الشروع في العمل في أسرع وقت ممكن.
وتعهد أوباما الذي اجتمع مع رئيس «بي بي» كارل هنريك سفانبرغ أمس في البيت الابيض بجعل الشركة تدفع ثمن الاضرار التي تسببت بها موضحا بهذا الصدد أنه سيأمر المجموعة بانشاء صندوق مستقل لتوزيع التعويضات على الضحايا واصحاب الشركات الذين تضرروا نتيجة استهتار الشركة.
وطالب اعضاء في الكونغرس شركة بريتيش بتروليوم بايداع مبلغ عشرين مليار دولار في حساب مجمد الامر الذي لم توافق عليه المجموعة حتى الان.
وقال الرئيس الاميركي إن هذا الصندوق لن يكون خاضعا لسيطرة «بي بي» بل سيكون مخصصا لضمان تسديد كل الطلبات المشروعة بطريقة عادلة وسريعة وسوف يكون بادارة طرف مستقل ثالث مؤكدا أنه لن يعود عن القرار الذي اعلنه بتجميد منح رخص للتنقيب في البحر لستة اشهر ما لم تعرف اسباب الحادث على منصة «بي بي».
وواجه أوباما في الاونة الاخيرة انتقادات من مسؤولي وموظفي القطاع النفطي في الولايات الجنوبية القلقين على سبل عيشهم وعمد إلى تشكيل لجنة من سبعة اعضاء لا ينتمون إلى احزاب سياسية تضم علماء وخبراء في البيئة والنفط مهمتهم تحديد اسباب الانفجار الذي وقع على منصة ديب ووتر هورايزن و تسبب بغرقها في نهاية نيسان الماضي قبالة سواحل لويزيانا.
وقال إن ما لن يتم القبول به في هذه المرحلة الحرجة هو اعتماد التقاعس والتأجيل في اشارة إلى القانون حول الطاقة والمناخ المتعثر في مجلس الشيوخ الاميركي بعدما اقره مجلس النواب بصيغة مختلفة.
وكان اوباما كلف أول امس مدعيا عاما سابقا بتولي عملية اصلاح هيئة ادارة الموارد المنجمية التي انتقدت لتساهلها في تطبيق المعايير الامنية واتهمت بالتقرب من الشركات التي يفترض ان تراقب عملها.
وكانت سجلت انتكاسة جديدة أول أمس في عمليات سحب النفط على سطح المياه مع تعليق الضخ خمس ساعات بسبب حريق محدود نتج عن صاعقة اصابت إحدى السفن المشاركة في العمليات ولكن تم اخماده بشكل سريع.