رأي... تحولات الشعر
ثقافة الجمعة 18-6-2010م في اعتقادي أن معرفة الشعر تتحقق بقراءة الشعر أكثر مما تتحقق بقراءة نظرياته، لكننا مضطرون لأن نتساءل من جديد أي قراءة؟ وأي شعر..؟!
ويضيف أحمد عبد المعطي حجازي في دبي الثقافية قائلاً: إن قراءة كل منا تختلف إلى حد ما عن قراءة الآخرين لأن كلامنا له ثقافته وخبرته، ثم إن الشعر كثير، والذي أفضله أنا غير الذي تفضله أنت، وعلى هذا يصعب الاحتكام للخبرة المباشرة، وربما كان مستحيلاً لأن الخبرة المباشرة خبرة شخصية لا يتفق حولها اثنان، ولقد كان المتحمسون للأساليب الموروثة في نظم الشعر ينظرون شزراً لأصحاب البديع، ويقولون عن قصائدهم: إن كان هذا شعراً فكل ما قالته العرب باطل.
الخبرة المباشرة إذاً لابد أن تتحول إلى عالم أو خبرة موضوعية تتجاوز ما هو جزئي محدود في الشعر وما هو شخصي أو ذاتي في قراءته لتزودنا بمعرفة تصح على الشعر كله وعلى خبراتنا المشتركة في قراءته، هكذا تحول الشعر إلى اتجاهات ومذاهب وأشكال وأغراض، والقصيدة التي كانت كائناً حياً يتلقاه جمهور الشعر دفعة واحدة ويتركها تفعل فعلها فيه أصبحت تشبيهات واستعارات وأوزاناً وقوافي، ويخلص إلى القول: ولأن الشعر تحول إلى حروف مكتوبة ولم يعد يلقى على الناس فقد حاجته للأدوات التي تضبط إلقاءه وإنشاده (العروض وحتى النحو).
|