تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ورثة المبدعين هل يعيقون النشر..؟

عن الفيغارو
ثقافة
الجمعة 18-6-2010م
ترجمة : سهيلة حمامة

في دور النشر الفرنسية، حالياً، بند آخر أضيف إلى بنود أخرى سابقة في مجال حقوق الناشرين وورثة الكتّاب والشعراء يسمى «الحق الأخلاقي» غير القابل للتقادم والتصرف به،

وبموجبه يمكن حفظ قانون الملكية الفكرية للورثة ليتمكنوا من الدفاع عن فكر الكتاب. ترى ما رأي الناشرين بذلك؟‏

في فرنسا أمثلة متنوعة لورثة حذرين، مدققين، أو طامعين بالربح أو الثلاثة معاً آحياناً، تتيح لنا، مع ذلك، تأكيد أن الحقوق الممنوحة لهم إنما هي، أصلاً، تقييدات ليست إلا!‏

صحيفة الفيغارو الأدبية تذكر مراسلات مخفية، ومقتطفة من نصوص محذوفة أو كتب منعت طباعتها مجدداً لمجرد أن ناشراً لم يتوصل إلى اتفاق مشترك مع الورثة، فمن خلال الميزات هذه، كحق الإفشاء والاحترام، وحق التعديل، يتربع الورثة على عرش القوة.‏

فالناشر لا يجد في اللجوء إلى إفشاء خلافاته مع أرملة مسرفة أو ابن أخ يقع اختياره على أستاذ جامعي مغمور ليحرر له المقدمة، قلنا لا يجد مصلحة تذكر له... فالدبلوماسية الحاذقة لها أسرارها أيضاً، جان مارك روبير، مدير دار نشر ستوك يقول: «أجد نفسي امرأ محظوظاً بفضل طوق نجاتي، من المشكلات المثيرة تلك بالنسبة للكتّاب في بعض الدول الغربية، تعالج أمورهم بوساطة وكلاء خاصين خذ مثلاً مؤلفات فرانسواز ساغان الثلاثة التي تجرأ ابنها، العام الماضي، على إعادة طباعتها، مقترحاً عليّ موضوع «الحق الأخلاقي» بنفسه.‏

أليس ديون، مديرة دار نشر (الطاولة المستديرة) تتحدث بلهجة غاضبة عن الإشكالات تلك، تقول «الحق الأخلاقي المبتكر، في هذه الآونة، يزعجني بالفعل كناشرة وابنة كاتب مغمور، حتى أنني لا أجد سبباً وجيهاً لتطبيقه في إطار نشر مؤلفات والدي أو التدخل في عمل الناشر القائم على أعماله.. إنه لحق مجحف عندما يتعلق الأمر بحفيد أو ابنة أو أخ لم يعرف الكاتب خاصته مطلقاً».‏

وبدعابة مثيرة، يعقب الكاتب فيليب سولز قائلاً: «الأمر كله إنما يتعلق بقصص عائلية، وعقود زوجية ومالية.. تشكل جميعها مؤشراً آخر على تصاعد الحقوقية، ماذا يعني ذلك؟ ورثة الكتاب هم كتّاب آخرون يتقنون قراءته وحسب».‏

الروائية الإيرلندية، نوالا أفلين، المتوفاة سنة 2008 كانت تعتقد أن الناشر القائم على أعمالها يتمتع بحق الأفضلية على أولئك المدافعين عن ذكراها، وقد عينت سابين فيسبر التي قامت بنشر خمسة كتب لها إلى الفرنسية، ونفذت وصيتها بالتمام التي امتلكت الحق الأخلاقي في جميع البلدان، علماً أنها لم تصدم بأحكام قانون الملكية الفكرية وبهذا الإطار، تقول «العالم ليس ثنائياً، ليس ثمة ورثة، من ناحية، متطرفون باستخدام حقوقهم أو ناشرون، من ناحية أخرى، يحترمون المؤلفات، ثمة أيضاً ناشرون مستعدون لنشر أي شيء... ملاحظات عن المصبغة، الرسائل الخاصة، المسودات... بالنسبة لي، لقد اضطررت حقيقة لرفض نشر لقاء إذاعي لموكلتي لم يشكل جزءاً من كتبها».‏

في حقل الفيديو كما في حقل الطباعة (الخط)، إنها الأشرطة المغناطيسية والحوامل الرقمية وليست المخطوطات غير المطبوعة التي تصبح دوماً موضوعاً للخلاف، ما يتيح لنا التساؤل عماً إذا كان بالإمكان اعتبار الورثة مالكين للمحتوى أيضاً!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية