«لو علم والدي بنجاحي كمدرب،
ليس مع بوروسيا دورتموند او بايرن ميونيخ، بل مع منتخب سويسرا لكان قد شعر بسعادة عارمة لان سويسرا موطننا وهو الذي ترعرع كلاعب في هذا البلد ان كان مع بال (1971-1975) او لوغانو (1978-1980) او لوسيرن (1980-1983)، في حين اقتصرت مشاركته في الدوري الالماني على شتوتغارت بين 1975 و1978.
المدرب الألماني البالغ من العمر 60 عاما تمنى ان يرد للسويسريين جميل الايام المميزة التي امضاها في بلدهم كلاعب او مدرب من خلال قيادة منتخب «شفايتزر ناتي» (بالالمانية) او «لا ناتي» (بالفرنسية) او «سكوادرا ناسيونالي» (بالايطالية) على اقله الى الدور ربع النهائي وذلك للمرة الاولى منذ 1954 ).
نجح هيتسفيلد في رهانه الاول مع المنتخب وقاده الى نهائيات العرس الكروي للمرة الثانية على التوالي والتاسعة في تاريخه بعدما تصدر مجموعته الاوروبية الثانية ، وهاهو يضيف انجازا اخر عندما سجل السويسريون فوزهم الاول على الاسبان من اصل 19 مواجهة جمعتهما حتى الان،
وقال أحد أبرز المدربن في العالم :انه انتصار تاريخي، لم نتغلب على اسبانيا خلال 105 اعوام (اي منذ تاريخ تأسيس الاتحاد السويسري لكرة القدم) ..لقد قطعنا خطوة الى الدور ثمن النهائي، لكن الان ينتظرون الكثير منا ويجب بالتالي ان نبقى متيقظين ومركزين .
وتابع هيتسفيلد، نجل طبيب الاسنان القادم من لوراخ (اصبحت حاليا بادن-فورتمبرغ) الذي عاش اجمل ايامه الكروية كلاعب مع بال حيث احرز لقب الدوري مرتين عامي 1972 و1973 :ستكون الامور امام تشيلي اصعب من اسبانيا. حاول الفريق ان يضيق المساحات. لا يجب ان تنكشف امام اسبانيا والا ستدفع الثمن من الهجمات المرتدة .
نجح هيتسفيلد بالتفوق على نظيره الاسباني فيسنتي دل بوسكي واعاد الاسبان الى ارض الواقع، لانه عرف كيف يغلق المنافذ على نجوم «لا فوريا روخا» الذين قادوا بلادهم قبل عامين الى لقب كأس اوروبا للمرة الاولى منذ 1964، ولعب على الهجمات المرتدة التي اعطت مفعولها المطلوب، كما حافظ المنتخب السويسري على نظافة شباكه في النهائيات ل484 دقيقة على التوالي لانه ودع النسخة السابقة من الدور الثاني دون ان تتلقى شباكه اي هدف في المباريات الاربع التي خاضها،
اكد هيتسفيلد مجددا انه من ابرز مدربي القارة العجوز والعالم، وان امتياز ان يكون من بين ثلاثة مدربين فقط قادوا فريقين الى احراز لقب مسابقة دوري ابطال اوروبا (بوروسيا دورتموند عام 1997، وجاره بايرن ميونيخ عام 2001) لم يأت من فراغ وتفوقه على دل بوسكي الذي اشرف على اشهر وانجح فريق في العالم وهو ريال مدريد من 1999 حتى 2003، فائزا معه بلقب الدوري عامي 2001 و2003 ودوري ابطال اوروبا عامي 2000 و2002، يؤكد هذا الامر.
دل بوسكي الذي دخل الى مونديال جنوب افريقيا وهو يحمل على كتفيه عبئا بانه يشرف على المنتخب الافضل في العرس الكروي والمرشح الاوفر حظا للظفر باللقب، لم يكن سعيدا على الاطلاق بعد المباراة وهو عبر عن ذلك دون اي تحفظ قائلا: انا غاضب. لا يمكننا القول بانهم تغلبوا علينا وهذا كل ما في الامر . كرة القدم لا تعني السيطرة وحسب. كانت السيطرة لنا، اردنا ان نندفع نحو الهجوم، حصلنا على الفرص لكننا افتقدنا الى الفعالية. لعبوا متأخرين كثيرا وحاولوا الاعتماد على الهجمات المرتدة. دافعوا بشكل جيد .
ولم تكد المباراة تنتهي حتى صدرت الصحف الاسبانية في مواقعها على شبكة الانترنت بعناوين «كابوس البداية» و»درس في التواضع» و»الانذار» و»خيبة كبرى في دوربن».
من المؤكد ان الامور لم تنته بالنسبة ل»لا فوريا روخا» وسيكون عليه ان يكون اكثر فعالية في مباراتيه ضد تشيلي وهندوراس، لكن خسارة اليوم قد تجعله مهددا بمواجهة اختبار النهائي المبكر لانه سيواجه...البرازيل في حال حل ثانيا في مجموعته وتصدر «سيليساو» مجموعته السابعة.