تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سراب حلم... وحصاد هواء

عيادة المجتمع
الاحد 3/12/2006
فاتن دعبول

يظنه البعض الطريق الأسرع لضالتهم في الحصول على السعادة, وأنه إثبات للوجود وتحد للمجتمع يجد فيه الشاب هروباً من الالتزامات المرهقة والعادات والتقاليد التي تكبله, بينما تصحو الفتاة على وهم اسمه الزواج العرفي, فلا حقوق ولا ضمان, بل سراب وحصاد هواء.

ورغم نيرانه المحرقة لايزال المجتمع يحكي لنا كل يوم عن حالات عديدة من هذا الزواج, تارة في صفوف طلبة الجامعات والمعاهد وتارة أخرى في أماكن العمل المختلفة.‏

وتسعى دائماً وسائل الإعلام عبر أدواتها المختلفة لتسليط الضوء على مساوىء هذا النوع من الزواج وخسائره التي تعود على الفتاة في حالاتها جميعاً.‏

لكن يبقى شبح الرغبة هو السائد, وخصوصاً أن طبيعة الفتاة العاطفية تنجرف وراء حبها وقلبها. دون التفكير بأبعد من لحظات سعادة أونشوة..‏

وأنها هي وحدها من تقرر مصيرها وترسم ملامح مستقبلها مع الشاب الذي أحبت.‏

وللشرع نظرة مغايرة تماماً, يقول الباحث الديني الشيخ هشام الصلاحي إن الأصل في عقد الزواج الايجاب والقبول بين الخاطب والمخطوبة شرط وجود ولي المخطوبة وشاهدين للحديث الشريف( لانكاح إلا بولي وشاهدين) وذلك للحفاظ على الفتاة, ودراسة الشاب الخاطب من نواح مختلفة, دراسة عقلانية بعيدة عن العواطف, وبالطبع هذا لا يلغي دور الفتاة في اختيار من تشاء والحديث( لاتنكح البكر حتى تستأذن ولا الثيب حتى تستأمر).‏

والتوثيق في المحكمة هو ضمان لحقوق الطرفين فيما إذا حصل خلاف بعد العقد ورفض الطلاق.. حيث يصبح لزاماً على الزوجة أن تثبت زواجها بالمحكمة لتحصل بعد ذلك على التفريق وكثيرات يقعن في مأزق نتيجة هذا الزواج خارج المحكمة. ومن الناحية الشرعية إضافة إلى المشكلات الاجتماعية فأي عقد يعقد للفتاة قبل تحللها من العقد الأول يعتبر باطلاً شرعاً, لذا تنصح الفتيات بالتعقل والدراسة المستفيضة لموضوع الزواج بعيداً عن العواطف إلى جانب استشارة الأهل من أجل سلامة الحياة واستقرارها وأياً كانت الأعذار والمبررات فسلامة الفتاة هي الأهم.. وحمايتها هي الغاية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية