ومع ذلك يصر الكثيرون في جلساتهم النقاشية حول موضوع العنوسة إلى أن الأمر بيد الفتاة وأن تأخر الزواج مرتبط بطموحات شخصية.
عيادة المجتمع تقصت واقع هذه الظاهرة في مجتمعنا من خلال هذا اللقاء مع الدكتورة هناء برقاوي الأستاذة في علم الاجتماع, وسألناها عن العوامل التي أدت إلى ارتفاع نسب العنوسة ومن يتحمل سبب ذلك في المجتمع?
فأجابت ومن خلال دراسة أجرتها حول هذا الموضوع أن هناك اختلافاً في السن الذي يطلقون من خلاله كلمة عانس على الفتاة.
كل حسب العمر الذي يزوجون فيه بناتهم فهناك من يطلق عليها عانس وهي في الرابعة والعشرين.
وهناك حقيقة واحدة هي تعلم الفتاة واثبات ذاتها ودخولها ميادين العمل بكافة أشكاله, ما جعل موضوع الزواج بالنسبة لها يحتل حيزاً ثانوياً, هذا الأمر جعل الرجل كما حدثني العديد منهم عندما قمت بدراسة رأي الرجل بالفتاة المتعلمة التي تجاوزت 28 من عمرها.
كانت الاجابة57% منهم فتاة احلامهم هي المرأة المثقفة الواعية لكنها على أرض الواقع هي بالنسبة لهم الزميلة والصديقة وليست شريكة الحياة.
منهم يريدونها كما يريدها الأهل صغيرة السن وغير متعلمة تعليماً عالياً ليكون بمقدورهم السيطرة عليها بسبب فترة الانجاب.
وتقول هناك 37% من الشباب يرتاحون لفتاة تقاربهم في التفكير, لكن ما يؤخرهم عن الزواج مسائل عديدة منها غلاء المهور وتكاليف المعيشة وأزمة السكن ومسألة اللقاء والتعارف التي ما زالت حتى الآن غير مهيأة بطرق صحيحة.
لكن المجتمع لا يتحمل وحده مسؤولية عنوسة الفتاة وجزء من المسؤولية يعود للفتاة نفسها التي ترفض مجموعة الخاطبين المناسبين لا لشيء وإنما لأنهم بعيدون عن فارس احلامها.
والرجل أيضاً هو أحد الأسباب فهو يدعوها لتكون نداً له وتشاركه في كل شيء لكنه نادراً ما يتزوجها ويقبلها صديقة ويخافها زوجة.
وعندما يرفض الأهل الشخص المناسب لابنتهم لأنه غير مناسب لتقاليدهم ومكانتهم الاجتماعية أو بسبب الغربة فإنهم يساهمون في مسألة العنوسة.
فالزواج المتأخر مرض اجتماعي له مخاطره كما هو الحال في الزواج المبكر فما العمل لكي نجعل الفتاة تتعلم وتعمل وتتزوج بسن مناسبة?