فالذي أنهكه التعب من كثرة الانتظار دون أن يحصل على جواب ..وآخر بدت عليه علامات التوتر والقلق, وأخرى أجهشت بالبكاء وهذا ارتفع صوته علّ أحدهم يستجيب له,وبدأ آخرون بالطرق على الباب الحديدي ولكن دون أمل, وهؤلاء الطلاب تحدثوا للثورة عن معاناتهم الطويلة وهي عبارة عن حلقة روتينية متعددة تبدأ بسؤال الطالب لموظفي الديوان من خلال نافذة ضيقة يتدافع عليها مئات الطلاب..فيتقاذفهم الموظفون لتخفيف الضغط عليهم إلى شؤون الطلاب أو إلى قسم الامتحانات لتبدأ المعاناة من جديد عندما يقولون لهم إن طلبكم ليس عندنا وإنما في الديوان ,هكذا يبقى الطالب ساعات وأحياناً أياماً وهو متنقل بين دوائر الكلية علّ وعسى أن يرسو على بر..
آراء الطلاب
الطالب مصطفى الرفاعي/أدب انكليزي: سألت موظف الديوان عن الأوراق المطلوبة لكشف العلامات فأجابني بسرعة وبنفسية سيئة,وعندما طلبت منه اعادة بعض الأوراق المطلوبة للتأكد منها, أجابني بأنني أتكلم مرة واحدة (فكأن كلامه كلام العظماء) وليست هي مشكلتي أنك لم تسمع من أول مرة, توجهت إلى قسم الامتحانات وأنا أنتظر منذ ثلاث ساعات ولا أحد من الموظفين يرد علي..
الطالب عماد/سنة ثانية جغرافيا/:بحثت في قوائم الامتحانات عن علامة إحدى المقرارات ولكن لم يكن اسمي موجوداً/سقط سهواً/,توتجهت إلى قسم الامتحانات لأعرف مصيري إن كنت ناجحاً أو راسباً وخلال يومين آتي وأقف ساعات ليجاوبني أخيراً الموظف الذي على النافذة الصغيرة إن المسؤول عن قسم الجغرافيا غائب ,حاولت أن أسأل هل هناك من ينوب عنه أو هل يستطيع أحد مساعدتي فكان الجواب-لا-ومصيري للانتقال للسنة الثالثة متوقف على نجاحي أو رسوبي بهذه المادة.. فما ذنبي إذا كان اسمي قد سقط سهواً..
الطالبة نورا إدلبي/لغة عربية/قدمت إحدى مواد السنة الثانية نجحت فيها ونزلت العلامة في قوائم الناجحين وأنا الآن سنة رابعة ,عند التسجيل طلب مني مراجعة الامتحانات لأنني مفصولة وأن لدي خمس مواد ومن بينهم تلك المادة التي نجحت فيها..قدمت للامتحانات طلباً بكشف العلامات ولكن المشكلة تعقدت حين أجابني موظف الامتحانات بأن ورقة الطلب ضاعت وإني فصلت من الجامعة بناءً على مادة نجحت فيها ولا أعرف ماذا أفعل الآن..
الطالبة هند/علم اجتماع/قدمت لأسجل للسنة الثالثة ولكن على وصل التسجيل كتب أنني سنة ثانية مع أنني قدمت مواد السنة الثانية العام الماضي واسمي نزل في قوائم الطلاب ,إنني مترفعة للسنة الثالثة ولكن عند الكشف على الوصل عاملوني أنني سنة ثانية ولم يعطوني ورقة مختومة..
قدمت ورقة طلب لقسم الامتحانات تحتاج دقيقتين وأنا الآن أنتظر منذ أربع ساعات..
الطالبة مهى/سنة ثالثة أدب عربي/أطلب بيان وضع(نجاح-رسوب)علماً أنني عملت توقيف دوام ووضعته منذ عشرة أيام وإلى الآن مند عشرة أيام لم أحصل عليه ,الآن عن طريق واسطة وسلام لأحد موظفي الامتحانات يمكن القول إن وضعي تحسن قليلاً بعد أن تقاذفني موظفو الامتحانات إلى الديوان والديوان إلى شؤون الطلاب وهكذا..
الطالب عقيل/لغة فرنسية/يسأل عن مادة توقف عليها تخرجه بعد أن استنفد فرص الرسوب..أسبوعان وهو ينتقل بين الديوان والامتحانات والجواب دائماً انتظر لوحة الاعلانات..
الطالبة غصون/سنة ثالثة جغرافيا/قدمت تأجيل مواد فصل ثان أرسلوني للامتحانات من أجل أن يكتبوا لي إنني راسبة وغير مفصولة وبعد المعاناة الطويلة بين قسم الجغرافيا والامتحانات ولمدة أسبوع كامل حصلت على طلبي ولكن الدوام كان قد انتهى...
وحتى نكون حياديين توجهنا بالسؤال إلى وكيل الشؤون العلمية في كلية الآداب د.أمين طربوش وحول المعاناة التي يتعرض لها الطلاب أجاب د.طربوش: لدينا في كلية الآداب/40ألف طالب/وقسم الامتحانات ليس من اختصاصه أو اختصاص موظفيه الرد على أسئلة الطالب وإنما يقدم الطالب ورقة بالذي يريده(طلب)إلى الديوان ويأخذها من الديوان نفسه ولا يراجع الامتحانات إلا الطالب الذي وضع له اعلان بمراجعة الامتحانات ,يوجد استثناءات لبعض الطلاب القادمين من المحافظات البعيدة لمراجعة الامتحانات وعدا ذلك كله يأخذ من الديوان طلبه..
فليس ذنب الموظفين أن الطالب غاب شهوراً أو عطلة صيفية كاملة وجاء بعد ذلك إلى الامتحانات ليحصل على ما يريد فيربك نفسه ويربك الموظفين في إضاعة الوقت والبحث عن طلبه أو علامته..
نحن سمحنا لبعض الطلاب بمراجعة الامتحانات لتسهيل عمل الديوان ولكن هذا لا يعني أن الجميع يذهب لقسم الامتحانات, فالطلاب كثر وعدد الموظفين قليل..وبالنسبة للمحسوبيات والنفسيات لا نستطيع أن نراقب كل موظف فكما هذا الطالب مضغوط كذلك الموظف مضغوط في عمله..
أخيراً
من خلال آراء الطلاب يمكن القول أن هناك قضايا وأموراً حلها يحتاج لكلمة نعم أو لا بناءً على استجابة الموظف في قسم الامتحانات دون أن يقدم لها طلب في الديوان ..وليس من المعقول أن يقصد الطالب قسم الامتحانات إلا إذا كان مضطراً, فهناك مشاكل يمكن أن تكون بسيطة ولكن الانتظار الطويل والنفسية السيئة التي يتعرض لها من قبل الموظفين تأخذ أوقاتاً طويلة يمكن أن يتوقف عليها مستقبل الطالب...